245

شرح نهج البلاغة

محقق

محمد عبد الكريم النمري

الناشر

دار الكتب العلمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هجري

مكان النشر

بيروت

كتب يحيى بن خالد من الحبس إلى الرشيد : ما يمر يوم من نعيمك إلا ويمر يوم من بؤسي ، وكلاهما إلى نفاد .

قيل لحاتم الأصم : علام بنيت أمرك ؟ قال : على أربع خصال : علمت أن رزقي لا يأكله غيري فلم أهتم به ، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به ، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة فأنا أبادره ، وعلمت أني بعين الله في كل حال فاستحييت منه .

نظر بعض الصالحين إلى رجل يفحش في قوله ، فقال : يا هذا إنما تملي على حافظيك كتابا إلى ربك ، فانظر ما تودعه .

كان يقال : مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين لبعل واحد ، إن أرضى هذه أسخط الأخرى .

قيل لبعضهم : ما مثل الدنيا ؟ قال : هي أقل من أن يكون لها مثل .

دخل لص على بعض الزهاد الصالحين ، فلم ير في داره شيئا ، فقال له : يا هذا ، أين متاعك ؟ قال : حولته إلى الدار الأخرى .

قيل للربيع بن خيثم : يا ربيع ، ما نراك تذم أحدا ! فقال : ما أنا عن نفسي براض ، فأتحول من ذمي إلى ذم الناس ، إن الناس خافوا على ذنوب العباد وأمنوه على ذنوبهم .

قال عيسى بن موسى لأبي شيبة القاضي : لم لا تأتينا ؟ قال : إن قربتني فتنتني ، وإن أقصيتني أحزنتني ، وليس عندي ما أخافك عليه ، ولا عندك ما أرجوك له .

من كلام بعض الزهاد : تأمل ذا الغنى ، ما أشد نصبه ، ولم أقل راحته ، وأخس من ماله حظه ، وأشد من الأيام حذره ! هو بين سلطان يتهضمه ، وعدو يبغي عليه ، وحقوق تلزمه ، وأكفاء يحسدونه ، وولد يود فراقه ، قد بعث عليه غناه من سلطانه العنت ، ومن أكفائه الحسد ، ومن أعدائه البغي ، ومن ذوي الحقوق الذم ، ومن الولد الملالة .

ومن كلام سفيان الثوري : يابن آدم ، جوارحك سلاح الله عليك ، بأيها شاء قتلك .

ميمون بن مهران في قوله تعالى : ' ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ' ، قال : إنها لتعزية للمظلوم ، ووعيد للظالم .

دخل عبد الوارث بن سعيد على مريض يعوده ، فقال له : ما نمت منذ أربعين لليلة ، فقال : يا هذا ، أحصيت ليالي البلاء ، فهل أحصيت ليالي الرخاء ! بعضهم : واعجباه لمن يفرح بالدنيا ، فإنما هي عقوبة ذنب ! .

ابن السماك : خف الله حتى كأنك لم تطعه قط ، وارجه كأنك لم تعصه قط .

صفحة ٥٩