Sharh Nahj Balagha
محقق
شرح : الشيخ محمد عبده
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1412 - 1370 ش
[النص]
الغائط (1) على غير بينة من ربكم ولا سلطان مبين معكم. قد طوحت بكم الدار (2). واحتبلكم المقدار. وقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فأبيتم علي إباء المخالفين المنابذين (3). حتى صرفت رأيي إلى هواكم. وأنتم معاشر أخفاء الهام (4). سفهاء الأحلام ولم آت - لا أبالكم - بجرا (5) ولا أردت لكم ضرا
[الشرح]
فيها كانت تسمى حروراء وكان رئيس هذه الفئة الضالة حرقوص بن زهير السعدي ويلقب بذي الثدية (تصغير ثدية) خرج إليهم أمير المؤمنين يعظهم في الرجوع عن مقالتهم والعودة إلى بيعتهم فأجابوا النصيحة برمي السهام وقتال أصحابه كرم الله وجهه فأمر بقتالهم وتقدم القتال بهذا الانذار الذي تراه (1) صرعى جمع صريع أي طريح أي أني أحذركم من اللجاج في العصيان فتصبحوا مقتولين مطروحين بعضكم في أثناء هذا النهر وبعضكم بأهضام هذا الغائط. والأهضام جمع هضم وهو المطمئن من الوادي.
والغائط ما سفل من الأرض والمراد منها المنخفضات (2) أي صرتم في متاهة ومضلة لا يدع الضلال لكم سبيلا إلى مستقر من اليقين فأنتم كمن رمت به داره وقذفته ويقال تطاوحت به النوى أي ترامت. وقد يكون المعنى أهلكتكم دار الدنيا كما اخترناه في الطبعة الأولى. والمقدار القدر الإلهي. واحتبلهم أوقعهم في حبالته فهم مقيدون للهلاك لا يستطيعون منه خروجا (3) نهاهم عن إجابة الشام في طلب التحكيم بقوله إنهم ما رفعوا المصاحف ليرجعوا إلى حكمها إلى آخر ما تقدم في الخطبة السابقة وقد خالفوه بقولهم دعينا إلى كتاب الله فنحن أحق بالإجابة إليه بل أغلظوا في القول حتى قال بعضهم لئن لم تجبهم إلى كتاب الله أسلمناك لهم وتخلينا عنك (4) الهام الرأس. وخفتها كناية عن قلة العقل (5) البجر بالضم الشر والأمر العظيم والداهية. قال الراجز * أرمى عليها وهي شئ بجر * أي داهية. ويقال لقيت منه البجاري وهي الدواهي
صفحة ٨٧