[النص]
صرت أقرن إلى هذه النظائر (1) لكني أسففت إذ أسفوا (2) وطرت إذ طاروا. فصغى رجل منهم لضغنه (3) ومال الآخر لصهره (4) مع هن وهن (5) إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه (6) بين نثيله ومعتلفه.
وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع (7) إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله (8) وكبت به بطنته (9) فما راعني
[الشرح]
تقصيت الجهد للمسلمين. فقال المقداد والله إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول ولا أعلم أن رجلا أقضى بالحق ولا أعلم به منه، فقال عبد الرحمن يا مقداد إني أخشى عليك الفتنة فاتق الله. ثم لما حدث في عهد عثمان ما حدث من قيام الأحداث من أقاربه على ولاية الأمصار ووجد عليه كبار الصحابة روي أنه قيل لعبد الرحمن هذا عمل يديك، فقال ما كنت أظن هذا به ولكن لله علي أن لا أكلمه أبدا، ثم مات عبد الرحمن وهو مهاجر لعثمان، حتى قيل إن عثمان دخل عليه في مرضه يعوده فتحول إلى الحائط لا يكلمه. والله أعلم والحكم لله يفعل ما يشاء. (1) المشابه بعضهم بعضا دونه (2) أسف الطائر دنا من الأرض يريد أنه لم يخالفهم في شئ (3) صغى صغى وصغا صغوا مال، والضغن الضغينة يشير إلى سعد (4) يشير إلى عبد الرحمن (5) يشير إلى أغراض أخر يكره ذكرها (6) يشير إلى عثمان وكان ثالثا بعد انضمام كل من طلحة والزبير وسعد إلى صاحبه كما تراه في خبر القضية. ونافجا حضنيه رافعا لهما، والحضن ما بين الإبط والكشح. يقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه. ويقال مثله لمن امتلأ بطنه طعاما، والنثيل الروث، والمعتلف من مادة علف موضع العلف وهو معروف أي لا هم له إلا ما ذكر (7) الخضم على ما في القاموس الأكل أو بأقسى الأضراس أول ملء الفم بالمأكول أو خاص بالشئ الرطب. والقضم الأكل بأطراف الأسنان أخف من الخضم، والنبتة بكسر النون كالنبات في معناه (8) انتكث فتله انتقض. وأجهز عليه عمله تمم قتله. تقول أجهزت على الجريح وذففت عليه (9) البطنة بالكسر البطر والأشر
صفحة ٣٥