[النص]
حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده (1) (ثم تمثل بقول الأعشى) شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر (2) فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته (3) إذ عقدها لآخر بعد وفاته
[الشرح]
(1) أدلى بها ألقى بها إليه.
(2) الكور بالضم الرحل أو هو مع أداته. والضمير راجع إلى الناقة المذكورة في الأبيات قبل في قوله.
- وقد أسلى الهم إذ يعتري * بجسرة دوسرة عاقر والجسر العظيم من الإبل. والدوسرة الناقة الضخمة. وحيان كان سيدا في بني حنيفة مطاعا فيهم وكان ذا حظوة عند ملوك فارس وله نعمة واسعة ورفاهية وافرة وكان الأعشى ينادمه. والأعشى هذا هو الأعشى الكبير أعشى قيس وهو أبو بصير ميمون ابن قيس بن جندل. وأول القصيدة:
علقم ما أنت إلى عامر * الناقض الأوتار والواتر وجابر أخو حيان أصغر منه، ومعنى البيت أن فرقا بعيدا بين يومه في سفره وهو على كور ناقته وبين يوم حيان في رفاهيته فإن الأول كثير العناء شديد الشقاء والثاني وافر النعيم وافي الراحة ويتلو هذا البيت أبيات منها:
في مجدل شيد بنيانه * يزل عنه ظفر الطائر ما يجعل الجد الظنون الذي * جنب صوب اللجب الماطر مثل الفراتي إذا ما طما * يقذف بالبوصى والماهر (المجدل كمنبر القصر. والجد بضم أوله البئر القليلة الماء. والظنون البئر لا يدرى أفيها ماء أم لا. واللجب المراد منه السحاب لاضطرابه وتحركه. والفراتي الفرات. وزيادة الياء للمبالغة. والبوصي ضرب من السفن معرب بوزى والماهر السابح المجيد) ووجه تمثل الإمام بالبيت ظاهر بأدنى تأمل (3) رووا أن أبا بكر قال بعد البيعة أقيلوني فلست بخيركم. وأنكر الجمهور هذه الرواية عنه والمعروف عنه وليتكم ولست بخيركم.
صفحة ٣٢