[النص]
من الرحى. ينحدر عني السيل (1) ولا يرقى إلي الطير. فسدلت دونها ثوبا (2) وطويت عنها كشحا. وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء (3) أو أصبر على طخية عمياء (4) يهرم فيها الكبير. ويشيب فيها الصغير.
ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه (5) فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى (6) فصبرت وفي العين قذى. وفي الحلق شجا (7) أرى تراثي نهبا
[الشرح]
يرجع إلى الخلافة. وفلان كناية عن الخليفة الأول أبي بكر رضي الله عنه (1) تمثيل لسمو قدره كرم الله وجهه وقربه من مهبط الوحي وأن ما يصل إلى غيره من فيض الفضل فإنما يتدفق من حوضه ثم ينحدر عن مقامه العالي فيصيب منه من شاء الله وعلى ذلك قوله ولا يرقى الخ غير أن الثانية أبلغ من الأولى في الدلالة على الرفعة (2) فسدلت الخ كناية عن غض نظره عنها. وسدل الثوب أرخاه.
وطوى عنها كشحا مال عنها. وهو مثل لأن من جاع فقد طوى كشحه ومن شبع فقد ملأه فهو قد جاع عن الخلافة أي ما لم يلتقمها (3) وطفقت الخ بيان لعلة الاغضاء.
والجذاء بالجيم والذال المعجمة والدال المهملة، وبالحاء المهملة مع الذال المعجمة بمعنى المقطوعة ويقولون رحم جذاء أي لم توصل وسن جذاء أي متهتمة، والمراد هنا ليس ما يؤيدها كأنه قال تفكرت في الأمر فوجدت الصبر أولى فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا (4) طخية بطاء فخاء بعدها ياء ويثلث أولها أي ظلمة. ونسبة العمى إليها مجاز عقلي. وإنما يعمى القائمون فيها إذ لا يهتدون إلى الحق وهو تأكيد لظلام الحال واسودادها (5) يكدح يسعى سعى المجهود (6) أحجى ألزم من حجي به كرضي أولع به ولزمه ومنه هو حجى بكذا أي جدير وما أحجاه، وأحج به أي أخلق به.
وأصله من الحجا بمعنى العقل فهو أحجى أي أقرب إلى العقل. وهاتا بمعنى هذه أي رأى الصبر على هذه الحالة التي وصفها أولى بالعقل من الصولة بلا نصير (7) الشجا ما اعترض في الحق من عظم ونحوه. والتراث الميراث
صفحة ٣١