[النص]
كتبه. وجبال دينه. بهم أقام انحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه (1).
(ومنها يعني قوما آخرين) زرعوا الفجور: وسقوه الغرور. وحصدوا الثبور (2) لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا. هم أساس الدين. وعماد اليقين. إليهم يفئ الغالي. وبهم يلحق التالي (3) ولهم خصائص حق الولاية. وفيهم الوصية والوراثة. الآن إذ رجع الحق إلى أهله (4) ونقل إلى منتقله
3 - ومن خطبة له وهي المعروفة
~~بالشقشقية (5) أما والله لقد تقمصها فلان (6) وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب
[الشرح]
إليهم وهم حفاظ كتبه يحوونها كما تحوى الكهوف والغيران ما يكون فيها. والكتب القرآن، وجمعه لأنه فيما حواه كجملة ما تقدمه من الكتب ويزيد عليها ما خص الله به هذه الأمة (1) كنى بانحناء الظهر عن الضعف وبإقامته عن القوة وبهم آمنه من الخوف الذي ترتعد منه الفرائص (2) جعل ما فعلوا من القبائح كزرع زرعوه وما سكنت إليه نفوسهم من الامهال واغترارهم بذلك بمنزلة السقي فإن الغرور يبعث على مداومة القبيح والزيادة فيه ثم كانت عاقبة أمرهم هذا الثبور وهو الهلاك (3) يريد أن سيرتهم صراط الدين المستقيم فمن غلا في دينه وتجاوز بالإفراط حدود الجادة فإنما نجاته بالرجوع إلى سيرة آل النبي وتفيؤ ظلال أعلامهم. وقوله وبهم يلحق التالي يقصد به أن المقصر في عمله المتباطئ في سيره الذي أصبح وقد سبقه السابقون إنما يتسنى له الخلاص بالنهوض ليلحق بآل النبي ويحذو حذوهم (4) الآن ظرف متعلق برجع وإذ زائدة للتوكيد، سوغ ذلك ابن هشام في نقله عن أبي عبيدة أو أن إذ للتحقيق بمعنى قد كما نقله بعض النحاة (5) لقوله فيها إنها شقشقة هدرت ثم قرت كما يأتي (6) الضمير
صفحة ٣٠