[النص]
فقد ضمنه. ومن قال علام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث (1) موجود لا عن عدم . مع كل شئ لا بمقارنة. وغير كل شئ لا بمزايلة (2). فاعل لا بمعنى الحركات والآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه (3). متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده (4). أنشأ الخلق إنشاء. وابتدأه ابتداء. بلا روية أجالها (5). ولا تجربة استفادها. ولا حركة أحدثها. ولا همامة نفس اضطرب فيها (6). أحال الأشياء لأوقاتها (7). ولأم بين مختلفاتها (8). وغرز غرائزها (9) وألزمها أشباحها (10) عالما بها قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها. عارفا بقرائنها
[الشرح]
(1) الحدث الإبداء أي هو موجود لكن لا عن إبداء وإيجاد موجد، والفقرة الثانية لازمة لهذه لأنه إن لم يكن وجوده عن إيجاد موجد فهو غير مسبوق الوجود بالعدم (2) المزايلة المفارقة والمباينة (3) أي بصير بخلقه قبل وجودهم (4) العادة والعرف على أنه لا يقال متوحد إلا لمن كان له من يستأنس بقربه ويستوحش لبعده فانفرد عنه. والله متوحد مع التنزه عن السكن (5) الروية الفكر، وأجالها أدارها ورددها. وفي نسخة أحالها بالمهملة أي صرفها (6) همامة النفس بفتح الهاء اهتمامها بالأمر وقصدها إليه (7) حولها من العدم إلى الوجود في أوقاتها، أو هو من حال في متن فرسه أي وثب وأحاله غيره أوثبه، ومن أقر الأشياء في أحيانها صار كمن أحال غيره على فرسه (8) كما قرن النفس الروحانية بالجسد المادي (9) الغرائز جمع غريزة وهي الطبيعة. وغرز الغرائز كضوأ الأضواء أي جعلها غرائز. والمراد أودع فيها طبائعها (10) الضمير في أشباحها للغرائز. أي ألزم الغرائز أشباحها أي أشخاصها لأن كل
صفحة ١٦