197

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هجري

[النص]

وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر والجوع الأغبر

103 - ومن خطبة له عليه السلام

~~انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها، الصادفين عنها (1). فإنها والله عما قليل تزيل الثاوي الساكن (2)، وتفجع المترف الآمن (3).

لا يرجع ما تولى منها فأدبر، ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر.

سرورها مشوب بالحزن. وجلد الرجال فيها إلى الضعف والوهن. فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها، لقلة ما يصحبكم منها رحم الله امرأ تفكر فاعتبر. واعتبر فأبصر. فكأن ما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن (4)، وكأن ما هو كائن من الآخرة عما قليل لم يزل. وكل معدود منقض، وكل متوقع آت، وكل آت قريب دان (منها) العالم من عرف قدره. وكفى بالمرء جهلا

[الشرح]

واستولى على عبادان والأهواز، ثم كانت بينه وبين الموفق في زمن المعتمد حروب انجلى فيها عن الأهواز وسلم عاصمة ملكه، وكان سماها المختارة - بعد محاصرة شديدة - وقتله الموفق أخو الخليفة المعتمد سنة سبعين ومائتين، وفرح الناس بقتله لانكشاف رزئه عنهم (1) الصادفين المعرضين (2) الثاوي المقيم (3) المترف بفتح الراء المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع (4) فإن الذي هو موجود في الدنيا بعد قليل كأنه لم يكن، وإن الذي هو كائن في الآخرة بعد قليل كأنه كان لم يزل، فكأنه وهو في الدنيا من سكان الآخرة

صفحة ١٩٧