شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

محمد عبده ت. 1323 هجري
144

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هجري

[النص]

طربه، وبدوات أربه لا يحتسب رزية (1) ولا يخشع تقية. فمات في فتنته غريرا، وعاش في هفوته يسيرا. لم يفد (2) عوضا ولم يقض مفترضا.

دهمته فجعات المنية في غبر جماحه، وسنن مراحه (3)، فظل سادرا (4) وبات ساهرا. في غمرات الآلام. وطوارق الأوجاع والأسقام. بين أخ شقيق ووالد شفيق. وداعية بالويل جزعا. والأدمة للصدر قلقا (5).

والمرء في سكرة ملهية. وغمرة كارثة (6) وأنة موجعة. وجذبة مكربة. وسوقة متعبة. ثم أدرج في أكفانه مبلسا (7) وجذب منقادا

[الشرح]

إلا من الهوى. والكدح شدة السعي، والبدوات جمع بدأة وهي ما بدا من الرأي أي ذاهبا فيما يبدو له من رغائبه غير متقيد بشريعة ولا ملتزم صدور فضيلة (1) لا يحتسب رزية أي لا يظنها ولا يفكر في وقوعها ولا يخاشع من التقية والخوف من الله تعالى وغريرا براءين مهملتين أي مغرورا، ويروى عزيزا بمعجمتين أي شابا وهي رواية ضعيفة غير ملائمة سياق النظم وعاش في هفوته الخ عاش في خطأته وخطيئاته الناشئة عن الخطأ في تقدير العواقب زمنا يسيرا وهو مدة الأجل ويروى أسيرا (2) لم يفد أي لم يستفد ثوابا (3) دهمته غشيته وغبر بضم فتشديد جمع غابر أي باقي أي في بقايا تعنته على الحق وعدم انقياده له. والسنن الطريقة، والمرح شدة الفرح والبطر (4) ظل سادرا أي حائرا وذلك بعد ما غشيته فجعات المنية وهي عوارض الأمراض المهلكة التي تفضي إلى الموت (5) اللادمة الضاربة (6) الغمرة الشدة تحيط بالعقل والحواس.

والكارثة القاطعة للآمال أو من كربه الغم إذا اشتد عليه، والأنة بفتح فتشديد الواحدة من الأن أي التوجع. وجذبة مكربة أي جذبات الأنفاس عند الاحتضار، والسوقة من ساق المريض نفسه عند الموت سوقا وسياقا وسيق على المجهول شرع في نزع للروح (7) أبلس يبلس يئس فهو مبلس. وسلسا أي سهلا لعدم قدرته على الممانعة

صفحة ١٤٤