شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

محمد عبده ت. 1323 هجري
126

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هجري

[النص]

وأخذ بحجزة هاد فنجا (1). راقب ربه. وخاف ذنبه. قدم خالصا وعمل صالحا. اكتسب مذخورا (2). واجتنب محذورا. رمى غرضا وأحرز عوضا (3) كابر هواه. وكذب مناه. جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته. ركب الطريقة الغراء (4)، ولزم المحجة البيضاء.

إغتنم المهل (5) وبادر الأجل وتزود من العمل

77 - ومن كلام له عليه

~~السلام إن بني أمية ليفوقونني تراث محمد صلى الله عليه وآله تفويقا والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم اللحام الوذام التربة (ويروى التراب الوذمة.

وهو على القلب (6)) قوله عليه السلام ليفوقونني أي يعطونني من

[الشرح]

صبيا) ووعى حفظ وفهم المراد واعتبر بما سمع وعمل عليه. ودنا قرب من الرشاد الذي دعى إليه (1) الحجرة بالضم معقد الإزار ومن السراويل موضع التكة، والمراد الاقتداء والتمسك. يقال أخذ فلان بحجزة فلان إذا اعتصم به ولجأ إليه (2) اكتسب مذخورا كسب بالعمل الجليل ثوابا يذخره ويعده لوقت حاجته في الآخرة (3) رمى غرضا قصد إلى الحق فأصابه. وكابر هواه غالبه، ويروى كاثر بالمثلثة أي غالبه بكثرة أفكاره الصائبة فغلبه (4) الغراء النيرة الواضحة. والمحجة جادة الطريق ومعظمه. والطريقة الغراء والمحجة البيضاء سبيل الحق ومنهج العدل (5) المهل هنا مدة الحياة مع العافية فإنه أمهل فيها دون أن يؤخذ بالموت أو تحل به بائقة عذاب، فهو يغتنم ذلك ليعمل فيه لآخرته فيبادر الأجل قبل حلوله بما يتزوده من طيب العمل (6) على القلب أي أن الحقيقة الوذام التربة كما في الرواية الأولى لا التراب الوذمة إذ لا معنى له، فهذه الرواية يراد

صفحة ١٢٦