شرح مسند الدارمي
الناشر
بدون
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
تصانيف
بسند حسن (^١)، وهو شاهد لما سبق من عادات الجاهلية في عبادتهم، وفيه نوع آخر من أنواع الأصنام التي يعبدونها عند فقدهم الأحجار، وذلك أنهم يجمعون كومة من الرمل يحلبون عليها تبركا بها، ويعبدونها مدة إقامتهم، ومن سخف عقولهم لم يتنبهوا إلى صناعتهم إياها، وحلبهم عليها، ثم تركها أو هدمها عند الرحيل، لم يعوا أن عملهم مجرد بله وحمق في آن واحد، وهذا من شواهد ما تقدم.
قال الدارمي رحمه الله تعالى:
٢ _ بابٌ صِفَةِ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْكُتُبِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ
٥ - (١) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: نَجِدُ مَكْتُوبًا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا فَظٌّ وَلَا غَلِيظٌ، وَلَا صَخَّابٌ بِالأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ، يُكَبِّرُونَ اللَّهَ ﷿ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ (^٢)، وَيَحْمَدُونَهُ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ، يَتَأَزَّرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ، وَيَتَوَضَّئُونَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ، مُنَادِيهِمْ يُنَادِى فِي جَوِّ السَّمَاءِ، صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ وَصَفُّهُمْ في الصَّلَاةِ سَوَاءٌ، لَهُمْ بِاللَّيْلِ دَوِىٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجِرُهُ بِطَيْبَةَ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ (^٣).
_________
(^١) الحلية ٢/ ٣٠٦.
(^٢) قال في (الصحاح ٢/ ٥٤١): النجد: ما ارتفع من الأرض، وفي الحديث رقم (٧) فسَّره بقوله: (يكبرون على كل شرف).
(^٣) رجاله ثقات.
1 / 29