============================================================
سنة(1)، وحيث توفي ماله سنة (895ه)، فيكون مولده سنة (832ه)، وكان ذلك بتلمسان الجزائرية الواقعة على بعد (800 كلم) غرب العاصمة الجزائر.
الفصل الثالث: في تشأته العلمية.
نشأ الإمام السنوسي دئنا ورعا في رعاية والده الشيخ الصالح المبارك الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرى الخاشع أبي يعقوب يوسف السنوسي الذي يعتبر أول شيخ له، فقد حفظ على يديه القرآن العظيم في صغره، وتهيا بتوجيهه للترقي في معارج العلوم الشرعية والعقلية، وقد تيسر له ذلك فيما بعد، سيما بالأخوة الفاضلة التي حظي بها، فقد كان أخوه لأمه الشيخ علي التالوتي يصطحبه معه إلى المجالس العلمية الراقية كمجلس الشيخ الحسن أبركان، بل كان هو أيضا شيخا له في العلوم الفقهية خاصة، فقد نقل الملالي ان الإمام السنوسي قرأ على أخيه في صغره رسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني فهذه العوامل العائلية المتميزة، مع البيئة العلمية المزدهرة التي كانت عليها مدينة تلمسان، والتي اتسمت بتوافر العلماء واعتناء الدولة الزيانية بهم، يسرت للإمام السنوسي الانطلاق باكرا في مسيرة علمية حافلة بالتوفيق والسداد: وقد نقل لنا الشيخ الملالي بعض الأحداث الدالة على وفور عقل الإمام السنوسي وذكائة ونبوغه منذ صغره، منها قوله: احدثني شيخنا سيدي علي التالوتي - رحمه الله تعالى- قال: كان أخي سيدي محمد السنوسي إذا دخل على الشيخ سيدي الحسن أبركان به يتبسم له ويفاتحه بالكلام، ثم يقول في دعائه له: جعلك الله من الأئمة المتقين. وكان أخي سيدي محمد لا يتكلم في المجلس، وربما تغرض للشيخ سيدي الحسن مسألة ويتوقف أهل المجلس فيها، فيلتفت الشيخ سيدي الحسن أبركان إلى سيدي محمد السنوسي- وكان صغيرا - فيقول له: ما تقول يا محمد في هذه المسألة؟ فيقول: يحتمل أن يكون المراد كذا وكذا، فيقول الشيخ سيدي الحسن أبركان: الصواب ما قال (1) ونقل التنبكتي ذلك في كفاية المحتاج 206/2.
صفحة ١٦