في القرآن، بالنسبة للقرآن {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [(9) سورة الحجر] وبالنسبة للكتب الأخرى {بما استحفظوا} [(44) سورة المائدة] وكل الحفظ إليهم فلم يحفظوا، وأما القرآن فقد تكفل الله بحفظه، وهذا سر بقائه، يعني أربعة عشر قرنا وزيادة لم يتطرق له تحريف ولا تبديل ولا تعديل، بقي غضا كما أنزل يقرأه الإنسان اليوم كما يقرئ في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وتسمعه في شرق الأرض وغربها لا تجد أدنى اختلاف، إلا اختلاف يسير مروي ثابت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- سبعي، يحتمله الرسم، وهو ما يعرف بالقراءات؛ لأن كل بلد له قراءته التي اعتمد عليها، وكلها قراءات ثابتة، نعم يا شيخ.
يقول السائل: كيف ترتبون لطالب العلم أن يبتدئ في علوم القرآن؟
يبدأ بمثل هذه الرسالة، ومع مقدمة شيخ الإسلام؛ لأنها مكملة، مقدمة شيخ الإسلام فيها من المباحث ما لا يتعرض له مثل السيوطي، مما يعنى به شيخ الإسلام من الاهتمام بأصول العلم، وما يتعلق بكتاب الله -جل وعلا- باعتباره كلامه، يعنى بمقدمة شيخ الإسلام، وهذه المقدمة اليسيرة، ويدرسها، ويحفظ التعاريف، هذا إن كان أراد أن يقتصر على هذا المتن، وقلنا مرارا: إنه لو حفظ منظومة الزمزمي كان أولى، ثم بعد ذلك يقرأ ما هو أوسع من ذلك، يقرأ في التحبير والإتقان والبرهان، وغيرها من كتب علوم القرآن.
نقف هنا لامتداد الوقت، وكثير من الأسئلة أيها الإخوة يأمل من فضيلة الشيخ يعني أن يعيد بعض النقاط في الشرح ونعتذر لهذا عن فضيلة الشيخ؛ لأن الإعادة تذهب بالوقت، وتضيع علينا بعض الأسئلة، ثم إن المحاضرة كبقية الدورة كلها مسجل ومحفوظ في أشرطة، فإن شاء الله بعد أسبوع تكون موجودة في محلها من التسجيلات، ونرجئ الأسئلة إلى الغد، ونسأل الله -جل وعلا- أن يضاعف مثوبة شيخنا، ويجزيه عنا الجزاء الأوفى، ونشكر لكم حضوركم، ونسأل الله أن يثيبكم، وأن يجعل عملكم خالصا لوجه الله الكريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
صفحة ٢١