الصحفة، فقال لي رسول الله ﷺ: «يا غلام، سمّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك» (^١).
وأجاب بعض العلماء بأن الأمر يقصد به ما إذا كان الطعام لونًا واحدًا فلا يتعدى ما يليه، أما إذا كان أكثر من لون فيجوز، وحمل فعله ﷺ في هذا الحديث على ذلك، فقال: كان الطعام مشتملًا على مرق ودباء وقديد، فكان يأكل مما يعجبه وهو الدباء، ويترك ما لا يعجبه وهو القديد.
وقال بعضهم: إنما فعل النبي ﷺ ذلك لأن الطعام كان له وحده ومعه خادمه، وأما إن كان معه غيره فالمستحب أن يأكل مما يليه.
وهناك احتمال أن يكون معنى تتبع النبي ﷺ للدباء إنما كان من ناحيته وجهته، وليس من جميع جهات القصعة، وكل هذه التوجيهات محتملة، والله تعالى أعلم.
(^١) «صحيح البخاري» (٥٣٧٦)، «صحيح مسلم» (٢٠٢٢).
1 / 124