شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (المتوفى: 743 ه) ت. 743 هجري
125

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

محقق

د. عبد الحميد هنداوي

الناشر

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» رواه مسلم [٨٤] ٨٥ - وعن علي، ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة». قالوا: يا رسول الله! أفلا نتكل على ــ من يلق يوما على علاته هرما يلق السماحة منه والندى خلقا علاته بكسر العين أي كل حال، وهرما اسم رجل، وكرر (يلق)، وعلق به السماحة والندى اهتماما به. «قض»: في الحديث إشارة إلى أن الثواب والعقاب لا لأجل الأعمال، وإلا لزم أن لا تكون ذراري المسلمين والكافرين من أهل الجنة والنار، بل الموجب لهما هو اللطف الرباني، والخذلان الإلهي المقدر لهم، وهم في أصلاب آبائهم، بل هم وآباؤهم وأصول أكوانهم بعد في العدم، فالواجب التوقف وعدم الجزم على شيء من ذلك. «مح»: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين، على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة؛ لأنه ليس مكلفا، وتوقف فيهم بعض من لا يعتد به لهذا الحديث، وأجابوا عنه: لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع، ويحتمل أنه ﵊ قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة. قوله: «لم يعمل سوءا» «مظ»: أي لم يعمل ذنبا يتعلق بحقوق الله تعالى، وأما إذا كان من حقوق العباد، كإتلاف مال، وقتل مسلم فيؤخذ منه الغرم والدية، وإذا سرق يؤخذ منه المال، ولم تقطع يده؛ لأنه من حقوق الله تعالى. ويحتمل أن يراد بقوله: «وهم في أصلاب آبائهم» خلق الذرية في ظهر آدم ﵇، وإخراجها ذرية بعد ذرية من صلب كل والد إلى انقراض العالم. الحديث السابع عن علي ﵁: قوله: «مقعده» أي موضع قعوده، كنى عن كونه من أهل الجنة أو النار باستقراره فيها، و«الواو» المتوسطة بينهما لا يمكن أن تجري على ظاهرها؛ فإن «ما» النافية و«من» الاستغراقية تقتضيان أن يكون لكل أحد مقعد من النار، ومقعد من الجنة – وإن ورد في حديث آخر هذا المعنى – لأن التفصيل الآتي يأبى حمله على ذلك، فيجب أن يقال: إن «الواو» بمعنى أو. «مظ»: قد ورد في هذا الحديث بلفظ «أو» في بعض الروايات، وليس في شرح السنة إلا بلفظ «أو».

2 / 537