فتعدها (1) لامكان التخيل ثم تتخيل الصور التي كانت معتقدة عندها فان كانت إنما تتخيل الخير شاهدت الخيرات الأخروية على حسب ما كانت تتخيله (2) والا فشاهدت العقاب والشر وبعضهم جوز أن تكون الاجرام متولدة من الهواء والأدخنة ثم جوزوا بعد ذلك أن يكون ذلك التعلق مفضيا (3) لاستعدادهم للكمال المسعد (4) وهذه المواضع غامضة وطريق الجزم فيها صعب نسأل الله تعالى الهداية إلى سواء السبيل.
القسم السادس - النفوس الخالية عن الاعتقادات الموصوفة بالأخلاق الردية ولهم بعد المفارقة عذاب بسبب شوقهم إلى ما فارقوه من اللذات الجسمانية وعدم تمكنهم منها، ويتفاوت ذلك العذاب بحسب تفاوت ذلك الشوق وبحسب شدة تمكن الهيئات البدنية من نفوسهم وضعفها وربما حكم ههنا بان ذلك الشوق ينقطع ويكون حكم هؤلاء بعده حكم الذين قبلهم.
القسم السابع - النفوس الموصوفة بالاعتقادات الخالية عن الأخلاق كنفوس كثيرا من الزهاد المنقطعين في رؤس الجبال وفى البراري فتلك الاعتقادات ان كانت برهانية فلهم سعادة تامة هي في التمام دون مرتبة أهل القسم الأول ان كانوا فاقدين للملكات الفاضلة الخلقية المعدة للكمال الأتم، وان كانت تقليدية فحكمهم حكم المقلدين في القسم الأول ولعل للأولين زيادة شرف بسبب الأخلاق الفاضلة.
القسم الثامن - النفوس الموصوفة بالاعتقادات الباطلة الخالية عن الأخلاق فتلك الاعتقادات ان كانت راسخة دام بها العذاب والعلة ما سبق، وان كانت غير راسخة دام بها العذاب ريثما (5) يبقى ثم نقطع بانقطاعها، ولعل هذه النفوس بعد ذلك تلحق بنفوس البله لعدم عرفانها بكمالاتها وعدم اشتياقها إليها.
القسم التاسع - النفوس الخالية عن الاعتقادات والأخلاق بالكلية وهي كالنفوس
صفحة ٣٢