شرح مسائل الجاهلية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤٢١هـ
سنة النشر
٢٠٠٥م
تصانيف
هذه حالة أهل الكتاب قبل بعثة النبي ﷺ، إلاّ بقايا منهم كانوا على الدين الصحيح ١، لكن الأكثرية منهم على الكفر والانحراف عن دين الله.
أما العرب فكانوا على قسمين: قسم اتبع الديانات السابقة، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. وقسم كانوا على الحنيفية، دين إبراهيم وإسماعيل، لا سيما في الحجاز في أرض مكة المكرمة.
إلى أن ظهر فيهم رجل يقال له: عمرو بن لحي الخزاعي، كان ملكًا على الحجاز، وكان يظهر التنسك والعبادة والصلاح، وذهب إلى الشام للعلاج، فوجد أهل الشام يعبدون الأصنام، فاستحسن ذلك، وجاء من الشام بأصنام معه، ونقب عن الأصنام التي كانت مدفونة تحت الأرض بعد قوم نوح، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وغيرها، كان الطوفان قد طمسها ودفنها، وجاء الشيطان فأرشده إلى أمكنتها، فنشبها وأخرجها، ووزعها على قبائل العرب وأمر بعبادتها؛ وقبلوا منه ذلك، ودخل الشرك في أرض الحجاز وفي غيرها من بلاد العرب، وغيّر دين إبراهيم ﵊، وسيَّب السوايب للأصنام من بهيمة الأنعام؛ ولذلك رآه النبي ﷺ يجر قصبه في النار، يعني يجر
_________
١ قال الشيخ تقي الدين: إنهم انقرضوا قبل البعثة المحمدية.
1 / 11