شرح المصابيح لابن الملك

ابن ملك الكرماني ت. 854 هجري
84

شرح المصابيح لابن الملك

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

الناشر

إدارة الثقافة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

تصانيف

"فسبحاني"؛ أي: أنزِّه ذاتي تنزيهًا عن "أن أتخذ صاحبة"؛ أي: زوجة "أو ولدًا" شك من الراوي (١). * * * ١٩ - وقال: "قال الله تعالى: يُؤْذيني ابن آدمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهرُ، أُقَلِّبُ اللَّيلَ والنَّهارَ"، رواه أبو هريرة ﵁. "وقال أبو هريرة ﵁ قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم"؛ أي: يقول في حقي ما أكرهه وأبغضه. "يسب الدهر"؛ أي: يشتمه، وهو اسم لزمان مبدأ إيجاد العالم إلى انصرامه، وقد يعبَّر به عن المدة الطويلة. "وأنا الدهر" بالرفع، قيل: هو الصواب؛ أي: حْالق الدهر ومقلِّبه، بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، فما يصيبه من حوادث الدهر هو مني؛ لأن الدهر لا يقدر على إيصال نفع وضر، أو مصدر بمعنى الفاعل؛ أي: أنا الداهر المتصرف المدبر لما يحدث، ويروى بالنصب على الظرفية مقدَّما على فعله وهو: "أقلب"؛ أي: أقلب "الليل والنهار" في الدهر، وإنما عقَّب قوله: (أنا الدهر)، بقوله: (أقلب الليل والنهار)، لرفع وَهم أن الدهر حقيقة به (٢) تعالى؛ خلافًا لمن زعم ذلك إذ مقلب الشيء ومصرِّفه يستحيل أن يكون نفسه. * * *

(١) كذا قال، والظاهر أن (أو) للنوع، يدل عليه ما في "جامع الحميدي": (ولا ولدًا). انظر: "مرقاة المفاتيح" (١/ ١٧٠). (٢) في "ت": "حقيقته" مكان "حقيقة به".

1 / 53