قاعدة العفو عن النسيان
وذكر المؤلف النسيان: والنسيان: هو ذهول القلب عن شيء معين.
فالناسي معذور لا يأثم للحديث المتقدم؛ لكن إن نسي مأمورًا فعليه أن يأتي به، وإن نسي منهيًا فلا شيء عليه، أي أنه فعل محذورًا من المحذورات ناسيًا، فلا شيء عليه وإن نسي فترك مأمورًا فعليه أن يأتي به أو بما يجبره.
نسي هذا الرجل فتجاوز الميقات بدون إحرام، والإحرام من الميقات واجب من واجبات الحج.
نقول: لا إثم عليك في النسيان فقد رفع عنك الإثم، ولكن إما أن ترجع وإما أن تجبره بدم؛ لأنه ترك مأمورًا ناسيًا.
وإن فعل محذورًا كأن أكل أو شرب ناسيًا في رمضان، أو تطيب ناسيًا في الحج، أو صلى بثوب نجس ناسيًا.
فنقول: لا شيء عليك، فمن تطيب ناسيًا فلا شيء عليه، ومن أكل أو شرب ناسيًا فلا شيء عليه، وقد أطعمه الله وسقاه.
إذًا: من ترك مأمورًا ناسيًا فعليه أن يأتي به أو بما يجبره، ومن نسي ففعل محذورًا فلا شيء عليه.
3 / 16