فلا خلاف بين أهل السنة والجماعة أن الله مع عباده أينما كانوا، قال الله تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} (¬2) وقال تعالى: {لا تحزن إن الله معنا} (¬3) وقال تعالى: {إن # الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} (¬1) وقال تعالى: {إنني معكما أسمع وأرى} (¬2) وقال تعالى: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير} (¬3) وقال تعالى: {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} (¬4)، هذه الآيات من كتاب الله # - عز وجل - تثبت معية الله لخلقه وهو فوق عرشه بائن منهم سبحانه وتعالى، وهي تنقسم إلى قسمين:
1 - معية عامة لكل البشر، يعلم أحوالهم وأسرارهم، لا يخفى عليه منها شيء سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {إلا هو معهم أين ما كانوا} (¬1) وقال تعالى: {وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير} (¬2) وقال تعالى: {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} (¬3) وهذا الاستعمال للفظ المعية في هذه الآيات يقتضي أنه سبحانه معهم أينما كانوا، بعلمه وسمعه وبصره، يعلم ما هم عاملون، وهي معية عامة لكل الخلق، المؤمن وغيره.
صفحة ٧٢