16

شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن

محقق

عادل بن محمد

الناشر

مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

٤٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَهْزَادَ بْنِ مِهْرَانَ السِّيرَافِيُّ، بِمِصْرَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَمَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الدُّنْيَا يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ، يُحِقُّ بِهَا حَقًّا، أَوْ يُبْطِلُ بِهَا بَاطِلًا، خَيْرٌ مِنْ هِجْرَةٍ مَعِي» وَهَذَا فِيهِ مَعْنًى لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَيْضًا؛ لِأَنَّ الْحَقَّ لَا يُحِقُّهُ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُ، وَلَا يُبْطِلُ الْبَاطِلَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُ، وَلَا يَعْرِفُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا أَهْلُ الْعِلْمِ، فَمَعُونَةُ أَهْلِ الْحَقِّ عَلَى حَقِّهِمْ، وَدَفْعُ أَهْلِ الْبَاطِلِ عَنْ بَاطِلِهِمْ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، وَهُوَ عَمَلٌ بِالْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ [الأنبياء: ١٨] . وَقَالَ: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الأنفال: ٨]

1 / 38