شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني
محقق
الدكتور مُصْطفى عليَّان
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
كَتَلّ بِطْريقٍ المَغْرورِ سَاكِنُها ... بِأَنَّ دَارَكَ قِنَّسْرِيْنَ والأَجَمُ
وَظَنّهِمْ أَنَّكَ المِصْبَاحُ في حَلَبٍ ... إِذا قَصَدْتَ سِوَاها عَادَها الظُّلَمُ
الراجع: الصارف، والمحفاة: التي أخفاها السير، والمقودة: التي تقاد ولا تركب لشدة إعيائها (. . . . . . . . . .)، وإرم: سكان (. . . .) الهالكون فيها. ويقال: إن عادا هو ابن إرم، وتل بطريق. (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .) لسيف الدولة: الراجع الخيل من بلاد الروم موضع غزوة، مستقر عدوه، محفاة (. . . . . . . . . .)، مقودة إعيائها من شدة الركض من كل بلد كوبار الهالكة أهلها، كارم هذه الطائفة الذاهبة.
يريد أن سيف الدولة (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .).
ثم قال: كتل بطريق هذه البلدة التي اغتر ساكنوها (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .).
والشَّمْسُ يَعْنونَ إِلا أَنَّهُمْ جَهِلُوا ... والمَوْتَ يَدْعونَ إلاَّ أَنَّهُمْ وَهِمُوا.
فَلَمْ تُتِمَّ سَرُوجٌ فَتْحَ نَاظِرِهَا ... إِلاَّ وَجَيْشُكَ في جَفْنَيْهِ مُزْدَحِمُ
والنَّقْعُ يَأُخُذُ حَرَّانًَا وَبَقْعَتَها ... والشَّمْسُ تُسْفِرُ أَحْيانَا وتَلْتَثِمُ
سُحْبٌ تَمُرُّ بِحِصْنِ الرَّانِ مُمْسِكَةً ... وما بِهَا البُخْلُ لَوْلاَ أَنَّها نِقَمُ
جَيْشٌ كَأَنَّكَ في أَرْضٍ تُطَاوِلُهُ ... فَالأَرِضُ لا أَمَمٌ والجَيْشُ لا أُمَمُ
إِذا مَضَى عَلَمٌ مِنْهَا بَدَا عَلَمٌ ... وإِنْ مَضَى عَلَمٌ مِنْهُ بَدَا عَلَمُ
وَشُزَّبٌ أَحْمَتِ الشّعْرَى شَكائِمَها ... وَوَسَّمَتْهَا على آنافِهَا الحَكَم
حَتَّى وَرَدْنَ بِسِمْنِيْنَ بُحَيْرَتَها ... تِنِشُّ بالماءِ في أَشْداقِهَا اللُّجُمُ
وَأَصْبَحَتْ بِقُرَى هِنْزَبْطَ جَائِلَةً ... تَرْعَى الظُّبَا في خَصِيْبٍ نَبْتُهُ اللَّمَمُ
فما تَرَكْنَ بها خُلْدًَا له بَصَرٌ ... تَحْتَ التُّرابِ ولا بَازًا لَهُ قَدَمُ
1 / 32