قال ارسطاطاليس وجميع المتوسطات اما ان تكون من اشياء على الاطلاق واما ان تكون من مبادى ما واما ان تكون من الشىء الذى منه كان المرتب بعد المتوسطة التفسير يريد واذا كان العدد التعاليمى متوسطا بين الصور والمحسوسات وكان كل متوسط اما ان يكون مركبا من اشياء بسيطة على الاطلاق واما ان تكون من اشياء بسيطة بالاضافة الى المتوسطات التى تركبت منها واما من صور المتوسطات انفسها لاكن لما كانت المتوسطة المتولدة عن المتوسطة المتقدمة عليها متولدة عنها لا من حيث هى متوسطات بل من حيث هى صور مختلفة فانه لو كان المتوسط عن المتوسط بما هو متوسط لمر الامر فى المتوسطات الى غير نهاية قال بدل قوله من صور المتوسطات المتقدمة ˺من الشىء الذى منه كان المرتب بعد المتوسطة˹ وذلك ان الاشياء المرتبة تحت المتوسطة بما هى متوسطة اعنى من جهة ما المتوسطة جنس لها هى انواع المتوسطة ولذلك قيل ان الانواع مرتبة تحت الجنس وانما اراد بهذا القول ان العدد التعاليمى يكون مركبا من العدد الصورى والمحسوس واستحالة ذلك على العدد التعاليمى معروف بنفسه وهو بين من امرهم انهم ليس يريدون بكون العدد التعاليمى متوسطا بين الصور والمحسوسات هذا النوع وانما يريدون ان طبيعة العدد كانها طبيعة وسط بين الصور المفارقة والصور المحسوسة الهيولانية كما يكون للمساوى طبيعة متوسطة بين الاكبر والاصغر لكن من المعلوم بنفسه انه ليس بين الموجود المفارق والهيولانى طبيعة من الطبائع هى متوسطة بين الطبيعتين فان هذا النوع من التضاد اعنى الازلى والفاسد معلوم بنفسه انه ليس بينهما وسط
[40] Textus/Commentum
صفحة ١٣٩