233

شرح ما بعد الطبيعة

تصانيف

الفلسفة

قال ارسطاطاليس فقد تبين اذا ان الصورة ولا ادرى اى شىء ينبغى ان يسمى المثال الذى فى المحسوس لا يكون ايضا ولا له كون ولا ما هو بالانية لان هذا هو ما يكون فى اخر اما بمهنة واما بطبيعة واما بقوة وهو يصنع كرة النحاس فانه يصنع من النحاس كرة وهو يصنع هذه الصورة فى هذا الشىء وهذا هو كرة النحاس واما ان كان كون لانية الكرة بنوع كلى فانه سيكون شىء من لا شىء وينبغى اذا ان يكون منقسما ويكون بعضه كذا وبعضه كذا اقول ان يكون بعضه صورة وبعضه عنصرا والصورة التى هى الكرة ان كان فالشكل الذى من الوسط الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك وبعضه فى ذلك وبعضه كل المكون مثل كرة النحاس فبين مما قيل ان الجوهر الذى يقال كالصورة لا يكون واما الاجتماع الذى يقال به يكون وان فى كل مكون عنصرا هو فيه ومنه ما هو هذا التفسير قوله فقد تبين اذا ان الصورة ولا ادرى اى شىء ينبغى ان يسمى المثال الذى فى المحسوس لا يكون ايضا ولا له كون ولا ما هو بالانية يريد فقد تبين ايضا من هذا القول ان الصور والمثل ان كانت الصور ينبغى ان تسمى مثالا لانه لا يظهر لاى شىء فى المحسوس هى مثال ليست تتكون ولا لها بالجملة ماهية ثم قال لان هذا هو الذى يكون فى اخر اما بمهنة واما بطبيعة واما بقوة يريد لان المصنوع والمكون انما يقوم من فعل الفاعل شيئا ما وهو المسمى صورة فى شىء وهو المسمى عنصرا فلو كانت الصورة مصنوعة لكانت تلتئم من فعل الفاعل شيئا ما فى شىء فيكون للصورة صورة ويمر الامر الى غير نهاية وكذلك الماهية انما هى لشىء ما فلو كان للصورة ماهية لكانت متقومة من شىء فى شىء ثم قال وهو يصنع كرة النحاس فانه يصنع من النحاس كرة وهو يصنع هذه الصورة فى هذا الشىء وهذا هو كرة النحاس يريد واذا قيل فى الصانع انه صنع كرة النحاس فانما يقال ذلك فيه بانه صنع من هذا النحاس المشار اليه كرة وذلك بان صنع هذه الصورة المشار اليها ايضا من هذا النحاس المشار اليه ثم قال واما ان كان كون لانية الكرة بنوع كلى فانه سيكون شىء من لا شىء يريد انه لو كان الفاعل يكون الكرة الكلية لكان الكون من لا شىء اى من لا صورة ثم قال وينبغى اذا ان يكون منقسما ويكون بعضه كذا وبعضه كذا اقول ان يكون بعضه صورة وبعضه عنصرا يريد واذا تبين انه ليس للصورة المطلقة تكون ولا للمادة كون فيجب ان يكون كل متكون منقسما الى جزءين بالقول لا بالفعل احدهما الذى يسمى مادة والاخر صورة وقوله والصورة التى هى الكرة ان كان فالشكل الذى من الوسط الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك وبعضه فى ذلك وبعضه كل المكون مثل كرة النحاس يريد والصورة التى هى الكرة مثلا ان تكونت فانما تكون متكونة من قبل الشىء الذى فى شكل المتوسط اى المجموع من مادة وصورة وهو الذى اراد بقوله فالشكل الذى من الوسط˹ وهو الحادث من اجتماع المادة والصورة وهذه الطبيعة فيها ثلثة معان صورة ومادة وشىء كالمتوسط بين المادة والصورة اى كالممتزج وهو المتوسط اى يشبه المتوسط ولذلك قال فالشكل الذى من الوسط˹ وعلى هذه الثلاثة معان دل بقوله الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك وبعضه فى ذلك وبعضه كل المكون˹ فاراد بقوله الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك˹ الموضوع القابل للصورة المتكون لانه الذى يقبل الصورة المشار اليها وهو الذى يصنع من ذلك اى من المادة واراد بقوله وبعضه فى ذلك˹ الصورة التى فى موضوعها اى النفس مثلا واراد بقوله وبعضه كل المكون اى المجتمع من المادة والصورة مثل كرة النحاس المركبة من الكرة والنحاس والانسان المركب من النفس والبدن وانما بين هذا ليظهر ان الطبيعة التى تكون الانواع فى الاشياء المتناسلة هى شىء متوسط اى مركب من مادة وصورة وانها تفعل شيئا مثل هذا وقوله فبين مما قيل ان الجوهر الذى كالصورة لا يكون اى لا يتكون وقوله واما الاجتماع الذى يقال به انه به يكون يريد وتبين ان المجتمع الحادث من الصورة والمادة هو الذى به به يقال فى موجود موجود انه يتكون ثم قال وان فى كل ما يكون عنصر هو فيه ومنه ما هو هذا يريد وبين ان كل متكون فمنه ما هو عنصر ومنه ما هو صورة وهى التى يشار اليها بهذا

[28] Textus/Commentum

صفحة ٨٦٤