شرح عبد الرحيم الطبيب لكتاب وسائل الوصول إلى مسائل الفصول لإبراهيم الكيشي
تصانيف
14
[aphorism]
قال: قال أبقراط: الجوف في الشتاء والربيع أسخن، والنوم أطول لكثرة الحار الغريزي فيهما. فليغذ أكثر كما في الصريع. والصيف PageVW2P009B والخريف يخالفهما.
[commentary]
أقول: الجوف لغة التقعير وفي اصطلاح الأطباء يطلق على معنيين أحدهما الجوف الأعلى وهو الفضاء الذي يحده من فوق الترقوة PageVW0P007B ومن أسفل الحجاب الحاجز ومن قدام القس ومن خلف فقرات الصدر وهو حاو لآلات النفس ويسمى التنور الأعلى والصندوق الأعلى والبطن الأعلى أيضا. وثانيهما الجوف الأسفل ويحده من فوق الحجاب الحاجز ومن خلف فقرات القطن والعجز ومن قدام الصفاق والمراق والثرب ويسمى البطن الأسفل والصندوق الأسفل والتنور الأسفل وهو حاو لآلات الغذاء. والربيع بحسب آراء الأطباء هو من ابتداء نشوء النبات كله إلى اشتداد الحر وربما يتقدم على الربيع النجومي وربما يتأخر عنه بقليل والخريف من ابتداء تغير الورق أجمع إلى اشتداد البرد وما بينهما صيف وشتاء. وكأن المراد بالربيع ههنا أوائله لكونها باردة شبيهة بالشتاء لا * أواخره (16) فإنها حارة شبيهة بالصيف، فإن أوائل كل فصل شبيهة بأواخر الفصل الذي قبله. وإنما كان الجوف في الشتاء أسخن لأن البرد الخارجي يكثف الجلد ويمنع الحرارة الغريزية من التحليل الكثير ويمنع تحلل البخارات الحارة التي تتحلل من المسام والنوم أطول لطول الليل الجالب للنوم بظلمته ومنعه من التصرفات البصرية وكثرة الرطوبة الهوائية والبدنية وزيادة الدم وكثرة الهضم والغذاء في هذين الوقتين. قوله "فليغذ أكثر" لأن الحاجة إلى الغذاء إنما هي بمقدار الحرارة الغريزية ولا شك أن الحرارة الغريزية إذا كانت أكثر كان الهضم أقوى والاحتياج إلى الغذاء أوفر وتقليل الغذاء يوجب التحليل الكثير بحسب كثرة PageVW2P010A الحرارة والصريع من صيغ المبالغة بمعنى المصارع. هذا استشهاد على أن الحاجة إلى الغذاء إنما هي بمقدار الحار الغريزي والصريعون لكثرة رياضتهم وتكاثف جلودهم حارهم الغريزي أكثر فهم إلى كثرة الغذاء أحوج من غيرهم والصيف PageVW0P008A والخريف تخالف الشتاء والربيع بضد ما ذكرناه فيهما.
15
[aphorism]
قال: قال أبقراط: المستفرغ إن كان مما ينقى منه البدن سهل احتماله وإلا فلا. وكذا إخلاء العروق.
[commentary]
* أقول (17) : الاستفراغ حركة مادة من المواد البدنية إلى الخارج. مهما استفرغ من البدن شيء وكان من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن فينتفع بخروجه سواء كان بالطبع أي من تلقاء نفسه أو بالصناعة، سهل احتماله سواء كان من مخرج طبيعي محسوس كما في الاستطلاق أو غير محسوس كما في العرق أو غير طبيعي وهو منفذ طبيعي كما عند القيء أو ليس كذلك كما عند الفصد إذ لو كان غير ذلك النوع عسر احتماله. قوله "وكذا خلاء العروق" فيه نوع تكرار لأن كل واحد من المستفرغات يلزمه خلاء العروق اللهم إلا أن يراد بالخلاء الاستفراغ الصناعي وبالمستفرغ الطوعي أو بالعكس.
صفحة غير معروفة