وغص بالطعام يغص، وغص المجلس بأهله يغص، وعض عليه بأضراسه يعض، وفظ الرجل يفظ صار فظا غليظا، وشلت يده تشل فسدت، وظل نهاره يعمل يظل، ومل من الشيء يمل ضجر منه، وجمت الشاة تجم صارت لا قرن لها، وحم الماء يحم صار حارا، وضن بالشيء بالضاد المعجمة بخل، وفيه لغة بفتح الماضي وكسر المضارع.
وعلى الطالب أن يعتني بحفظ ما ورد منه، فإني اختبرت غير واحد من الطلبة فوجدتهم يلتبس عليهم فعل المكسور المضاعف من المفتوح المضاعف، حتى إن ما كان منه متعديا يضم مضارعه متوهما أنه من فعل المفتوح المضاعف المتعدي، وما كان منه لازما يكسر مضارعه متوهما أنه من فعل المفتوح المضاعف اللازم مع أنه مكسور عين الماضي، مفتوح عين المضارع، فتلك الأفعال كلها مكسورة الماضي، مفتوحة المضارع، إلا ما فيه لغة بأن كان من باب ضرب، أو من باب نصر.
ويكون للأعراض كصم وشم أي ارتفعت قصبة أنفه، وصك صارت ركبتاه تصطكان، وسك صغرت أذناه، وزل صغرت عجيزته، وزب طال شعره، وزج دق حاجباه، والنطق بالمضاعف الماضي كله سواء مكسورا أو مفتوحا أو مضموما، ويظهر الفرق في المضارع بنقل حركة عينه للفاء أو بظهورها عند الفك للجازم في العين، كيرده ولم يدده، ويحن له ولم يحنن، ويلب ولم يلبب، ويمس ولم يمسس.
فإذا أراد العارف إظهار ذلك مثل بالمضارع أو بما يوجب الفك كالجازم والأمر، وإذا أراد إظهار حركة عين الماضي لمن جهلها أسنده إلى ضمير الرفع البارز المتصل المتحرك كتاء الفاعل، ونونه فيجب في اللغة الفصحى فك الإدغام، فتظهر الحكة في العين كرددت بفتح الدال الأولى، ولببت بضم الباء الأولى، وحننت بكسر النون الأولى، ومسست بكسر السين الأولى تتممة الفعل الثلاثي المكسور المضاعف المسند إلى تاء الفاعل أو نون الإناث، أو نا الذي هو فاعل فيه ثلاثة أوجه:
صفحة ٣٦