قلت: ويجوز أن يكون تر في البيت بمثناة، من تر العظم يتر ويتر بان وانقطع، فإنه بالوجهين أيضا، والتأنيث لا يمنعه لجواز أن يريد ترت العظام أي بانت وانقطعت.
السادس: جد في عمله يجد ويجد بالجيم والدال المهملة أي قصده بعزم وهمه، وكذا جد في الأمر ومعناها اجتهد أيضا، وعزم عليه وأصله جد الحبل أو غيره قطعه يجده بالضم فقط قياسا لتعديه، والضم في اللازم لكون هذا أصله كأنه قطع عنه كل شاغل، واخترز بقوله: من عملا بفتح الميم الأولى من جد في الشيء ضد هزل، ومن جد الشيء صار جديدا، فإن مضارعهما بالكسر على القياس، قاله صاحب تحقيق المقال.
والذي في القاموس: أن مضارع جد ضد هزل يكسر ويضم، ومن جد البيت يجد أي قطر، فإنه مكسور المضارع على القياس ومن جدت المرأة تجد أي صغر ثديها، أو قطع أذنها، أو ذهب لبنها، فإنه مكسور عين الماضي مفتوح عين المضارع، ومن جد يجد أي عظم، أو صار ذا بخت أو حظ أو حظوة أو رزق أو سمن أو عظم بدنه أو عجل أو حقق أو بالغ في التحقيق، أو خلقت ثيابه، فإن مضارعاتها بالضم شذوذا فقط، ومن جده أي قطعه وجد النخل صرمه فإن مضارعهما بالضم قياسا لتعديه.
السابع: ترت بالمثناة ترت يده تتر وتتر بانت عند القطع، وكذا ترت النواة وثبت من تحت المرضاخ، وقيل: فتت، وقيل: لم يحكموا بالوجهين إلا في النواة، ومثله: تر العظم بان وانقطع كما مر، ويحتمله البيت، فيكون التأنيث باعتبار ترت العظام، وبكون تر العظم يتر بالضم والكسر بطل قول من قال لم يحكموا بالوجهين إلا في ترت النواة مثل صاحب تحقيق المقال، إلا إن كان القصر في عبارته إضافيا إلى تر بمعنى سمن أو بض فإنه قال: وأما النزارة بمعنى السمن والبضاضة ففعلهما فعل بالكسر، أي فالمضارع يفعل بالفتح يتر بفتح التاء.
وأما تر عن بلده أي تباعده، وتر امتلأ جسمه وتروى عظمه، وترت النعامة ألقت ما في بطنها، فمضارعاتها بالضم فقط شذوذا.
صفحة ٣٠