قال الزبيدي في باب الهاء والقاف والزاي: المرأة مهزاق كثيرة الضحك، ثم ذكر الزهزقة في المقلوب، وحاصله أن زهق لا يستعمل في الضحك، وإنما الذي يقال فيه: هزق، وقيل: لا يقال في الضحك إلا أهزق رباعيا، فثبتت الفائية للهاء في هزق وأهزق، أي فثبت أن الفاء هي هاء زهق وأهزق، فكيف يدعى أنها عين، فأما إن تجعلها رباعية كما تقدم فتكون فعل، وأهزق وهزق بمعناها، وأما أن يدعى تكرير العين كما قال ابن المصنف ومثله الأبية في شرح التسهيل، فيكون عفعل، وأما عفعل فلا، والله أعلم أ . ه كلام صاحب التحقيق.
الوزن الثاني: هفعل، بزيادة الهاء أو لإلحاق بدحرج، وهو رباعي من مزيد الثلاثي، ملحق نادر، وزيادة الهاء أو لا نادرة، وقيل مفقودة نحو: هلقم أي لقمه ابتلعه، ذكره أبو يحيى، الهاء زائدة، والأصول لقم بكسر القاف، ومعناه أكل سريعا، فليكن هلقم بمعنى الأكل سريعا، بل أعظم لزيادة الهاء فيه.
وقيل: يجوز أن يكون الهاء أصلا واللام زائدة، فيكون وزنه فلعل بزيادة اللام بين الفاء والعين، الأصول هقم بكسر القاف أي اشتد جوعه، وقيل:جاع وكثر أكله، وهلقم وشد في ذلك لزيادة اللام، وهذا القول سالم من زيادة الهاء أولا، ويبحث في هذا القول بأنه لو كان الزائد هو اللام والأصول هقم لكان قاصرا، كما أن أصله وه هقم قاصر وليس هو بقاصر، بل متعد يقال: هلقم الطعام يهلقمه، وزيادة اللام في المادة ليست معدية، والأصل الموافقة تعديا ولزوما ما أمكنت، ولقم متعد يقال: لقم زيد الطعام، وهاقم متعد مثله، فليكن أصله لقم، والزائد الهاء، لأن الأصل الاتحاد فتعين أن الهاء زائدة واللام أصل، ويصح أن يكون هلقم كله أصولا كدحرج، وزنه فعلل، ويدل له أن القاموسي ذكره في فصل الهاء، وعين اللام، وباب الميم، فتعين أن هاءه أصل هي فاء الكلمة ولامه أصل هي عينها وميمه أصل لامها، والقاف لام آخر كما تكررت لام دحرج وجعفر.
صفحة ٣