الثاني والخمسون: حف القوم به يحفون أي أحدقوا، وأما حف رأسه أي بعد عهده بالدهن، وحفت الأرض يبس بقلها، وحف سمعه ذهب كله، وحف الفرس سمع عند ركضه صوت، وحفت الأفعى صاتت بجلدها، وحف الطائر كذلك، وحفت الشجرة صاتت، فمضارعاتها بالكسر على القياس، وقيل بالضم شذوذا ، وأما ضم مضارع حف رأسه أو شاربه أخفاهما، وحفت وجهها قشرته فقياس لتعديهما.
الثالث والخمسون: صفوا يصفون أي وقفوا صفوفا، وأما صف الناقة أي حلبها في محلتين أو ثلاث، وصف الطائر جناحيه أي جعلها مصطفين، وصفت الناقة أقداحا من لبنها، وصفت ثديها عند الحلب، وصفت قوائمها، وصففت القوم أقمتهم صفوفا، وصففت السرج جعلت له صفة، فضم مضارعاتها قياسي لتعديها.
الرابع والخمسون: عق عن والده يعق، وعق عن المولود ذبح عنه، وعق بالسهم رمى به نحو السماء، وعق انشق.
وأما عق والده يعقه فضمه قياس لتعديه، وأما عقت الفرس أي صارت حاملا أو حائلا أو هو على التفاؤل فمضارعه بالكسر على القياس.
الخامس والخمسون: حل بالمكان يحل أي نزل به، وسمع كسره على القياس، وأما يحله فضمه على القياس لتعديه، وأما يحل من إحرامه ويحل أي لم تحرم فمكسور أن قياسا.
السادس والخمسون: من عليه يمن أي أنعم عليه، ومن الشئ نقص، وأما منه أي امتن أي ذكر له ما أنعم عليه به، ومن الحبل قطعه، ومن الناقة حسرها، ومنه السير أصعفه وأعياه، فضم مضارعاتها مقيس لتعديها.
ومن تتبع كلامنا في أثناء بيان تلك الستة والخمسين، فإنه يجد أكثر من ذلك، وإنما جاء الضم في ذلك مع اللزوم الملاحظة التعدية، فإن كثيرا منها يستعمل متعديا ولازما، وأصل المعنى واحد مثل: خط بالقلم فإنه يقال: خط المسألة، بل قد يقال في خط بالقلم إنه من باب حذف المفعول، أو من باب عدم إرادته، ومثل: طل، وكثيرا في معنى ما هو متعد مثل: ثل أي راث يقال: ثل التراب أي أهاله وصبه، فكأن الدابة تلت روثها أي صبته.
صفحة ٢٢