شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

اطفيش ت. 1332 هجري
170

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

تصانيف

قال البخارى: ولك أن تقول في الجواب: إنه قد علم بما تقرر أن الدفع من الله تعالى لا ينحصر في الدفع بواسطة من الناس ونحوهم، ممن يتصور معه دفع من المدفوع، بل يعمه ويعم الدفع أيضا بلا واسطة، كذلك بأن لا يكون هناك واسطة أصلا، أو واسطة لا يتصور معها دفع من المدفوع كما في إرسال الريح والجنود على الأحزاب، المنتفى دفعهما من الأحزاب بكل وجه، وإذا عم الدفع الشيئين صح الاستدلال به على أحد التقديرين وهو الدفع بلا واسطة، فتأمل.

ومما جاء فيه فاعل بمعنى الثلاثي: باعد بمعنى بعد، ومن معاني فاعل بفتح العين التعدية كأفعل بدون الإغناء عنه نحو: باعدته وأبعدته، وعاليت رحلى على الناقة وأعليته، وعافاك الله وأعفاك، ويقال أيضا عفاك ثلاثيا تعدى بعد لزومه، لأنه بمعنى أعفى، وقد لزم في عفا الله عنك، وفاعل هذا يتعدى بألفه، فإن بعد لازم، فلما زيدت الألف بعد الباء تعدى.

قال في المعنى: والثاني أي من الأمور التي يتعدى بها الفعل القاصر ألف المفاعلة، تقول في جلس زيد، ومشى وسار: جالست زيدا وماشيته، وسايرته، وأما قول الأشموني الثالث المفاعلة، فإما سهو لأن المعدى بكسر الدال ليس المفاعلة، بلأ ألفها، وإما أن يريد ألف المفاعلة أو دلالته، أي دلالة الفعل على المفاعلة، واشتقاقه من المفاعلة.

صفحة ١٧٠