فإذا انصرف إلى مكة فليكثر من ذكر الله ، وليقل إذا وصل إلى البيت : اللهم قد أعنتني على نسكي ، فسلمه لي ، وسلمه مني ، اللهم إني أسألك مسألة العبد الذليل ، المعترف بذنبه ، أن تغفر لي ذنبي ، وتحسن جائزتي ، وتردني مفلحا منجحا (¬1) ، قد قضيت حاجتي ؛ فأعطني سؤلي ، واعصمني من سخطك بقية عمري ؛ حتى ألقاك على ما تحب وترضى.
فإذا أراد الخروج منها فليقض جميع حوائجه ، ثم ليتوض (¬2) ؛ فليطف بالبيت طواف الوداع ، ويصنع كما صنع في طوافه الأول ، من الكيفية والأدعية ، والصلاة خلف المقام أو حيث ما أمكن من المسجد ، والشرب من (¬3) زمزم ، والصب على رأسه (¬4) ، ثم يرجع إلى الملتزم ، وهو ما بين الحجر الأسود والباب ، فليقم هناك ، وليعتمد بيده (¬5) اليمنى على أسكفة (¬6) الباب حيث تبلغ يده ، ولتكن يده اليسرى قابضة على أستار الكعبة ، ويلزق (¬7) بطنه وصدره بالجدار إن أمكنه فإنه مستحب ، وإلا فليقم حياله ، ويدع (¬8) بما فتح الله له .
فصل في دعاء الوداع عن الشيخ أبي الحسن - رحمه الله - (¬9) :
¬__________
(¬1) في المصباح : أنجحت الحاجة إنجاحا، وأنجح الرجل أيضا إذا قضيت له الحاجة. انظر: ( الفيومي، المصباح المنير، نجح ص226 ) . ولذلك قال المؤلف بعدها: قد قضيت حاجتي.
(¬2) هكذا في الأصل ، والصواب: يتوضأ .
(¬3) زاد في ( ي ) : ماء .
(¬4) انظر ص .
(¬5) بيده : ساقطة من ( ي ) ، والصواب إثباتها .
(¬6) الأسكفة : عتبة الباب التي يوطأ عليها . انظر : ( ابن منظور، لسان العرب " سكف " ج9 ص156 ) .
(¬7) في ( ي ) : وليلزق ، وهو الأولى .
(¬8) في ( ي ) : يدعو ، وهو الأولى .
(¬9) انظر : ( أبو الحسن علي بن محمد البسيوي، مختصر البسيوي، نشر : وزارة التراث القومي والثقافة-سلطنة عمان ، ص119-120 ، وسيشار إليه : البسيوي، المختصر ) .
صفحة ١٤٦