وكذلك عقد الحجة من مسجد الجن (¬1) ، أو من مسجد (¬2) الحرام (¬3) .
¬__________
(¬1) مسجد الجن: مسجد بأعلى مكة، واقع أمام مقبرة المعلاة، ويسمى مسجد البيعة، يقال: إن الجن بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه، ويسمى مسجد الحرس أيضا. انظر: ( أبو الوليد محمد بن عبدالله الأزرقي، أخبار مكة، تح: رشدي الصالح، ط5 مطابع دار الثقافة- مكة المكرمة، 1408ه 1988م، ج2 ص200، وسيشار إليه: الأزرقي، أخبار مكة ) .
(¬2) في ( ي ) : المسجد ، وهو الصواب .
(¬3) الإحرام بالحج لا يتعين بمكان من مكة ، فحيث أحرم منها جاز ، هذا هو المقرر عند كافة العلماء من مختلف المذاهب ، إلا أن بعض العلماء عينوا أماكن استحسنوا الإحرام منها ، والمذكور عند أكثر الإباضية أن الإحرام بالحج يكون من مسجد الجن، أو من البطحاء، أو من المسجد الحرام عند الميزاب . وكذلك عند غيرهم من المذاهب يذكرون تفضيل الإحرام بالحج من المسجد أو من تحت الميزاب أو من دويرة أهله أو من باب داره. والصواب عدم التعيين وأن مكة وسائر الحرم ميقات للحج ، وقد بوب الإمام البخاري في كتاب الحج ، باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي وللحاج إذا خرج إلى منى. فأورد فيه حديثي جابر بن عبدالله قال : " ..حتى إذا كان يوم التروية وجعلنا مكة بظهر أهللنا بالحج" وعنه قال : " أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحرم إذا توجهنا إلى منى، فأهللنا من الأبطح ". انظر : ( القطب، شرح النيل، ج4 ص160 ) ، ( السالمي، جوهر النظام، ج1 ص187 ) ، ( ابن قدامة، المغني، ج3 ص288 ) ، ( ابن جماعة، هداية السالك، ج2 ص464 ) .
صفحة ١١٥