حديث النهي عن البول قائمًا
ثانيًا: من قوله، فقد جاء حديث بسند ضعيف من حديث عمر بن الخطاب أن النبي ﷺ نهى عن التبول قائمًا.
وفي المقابل: ثبت في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي ﷺ بال قائمًا.
فنحتاج الآن إلى التوجيه، فإما أن نرد هذا أو نرد ذاك، والصواب ألا نرد حديثًا، بل نُعْمِل العقل لقبول هذه الأحاديث؛ لأنها خرجت من مشكاة واحد.
فالتوجيه هنا: أن حديث عمر ضعيف لا يحتج به، ويبقى لنا فعل النبي ﷺ أنه بال قاعدًا وقائمًا، فتعارض الفعلان، فننظر في الهيئة والحالة التي بال عليها النبي ﷺ قائمًا، فنجد أنه بال على سباطة قوم رخوة تمتص الماء، والرشاش لا يعود منها على الثوب، فإن كان كذلك جاز له أن يبول قائمًا، وإن كانت الأرض صلبة فالرشاش سيعود على الثوب، فتقع النجاسة على الثوب، ولا يصح للإنسان أن يبول قائمًا عند ذلك، فلا يجوز أن يصلي الإنسان في ثوب نجس، لذلك يلزمه أن يجلس حتى يأمن من عودة النجاسة عليه.
4 / 9