أراد أن يوصي، أراد أن يوصي فحصل الاختلاف فلم يوصِ ﵊، فلا وصية لأحد، لا لعلي بعينه، ولا لغيره بالنص، أما بالنسبة بالاستنباط فالإمامة بعده لأبي بكر ﵁، وهو الخليفة بعده بإجماع المسلمين، ومن طعن في خلافته فقد أزرى بالأمة بكاملها، وتنقص النصوص الدالة على فضله مما يوحي بخلافته بعده ﵊، وأنه أفضل الأمة بعد نبيها، أما تنصيص على أحد، ووصية بشيء بعينه إلا ما جاء من التوصية بالنساء، وما ملكت الأيمان، والتوصية بالصلاة، فهذه أشار إليها ﵊ في آخر حياته، وهذا استنباط من ابن مسعود، وله القِدح المعلى فيما يتعلق بالقرآن الكريم.
قال: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد ﷺ التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ﴾ [(١٥١) سورة الأنعام]، إلى قوله: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾ [(١٥٣) سورة الأنعام] ": هذه كأنه أوصى بها؛ لاهتمامه بها، والعناية بشأنها، بحيث أُمر بها، قل يا محمد، تعالوا أيها المسلمون أتلو ما حرم ربكم عليكم، فكأنها وصية، والوصية غالب ما تكتب في آخر الحياة، ويموت عنها الإنسان من غير تغيير ولا تبديل.
فهذه الآية من الآيات المحكمة التي طبع عليها أمر الأمة بعد ..، بوفاته ﵊ من غير تغيير ولا تبديل.
"الآية": والآيات، والحديث، إذا اقتصر على بعض الآية ثم قيل: الآية، أو ذكر بعض الآيات فقيل: الآيات، أو ذكر بعض الحديث فقيل: الحديث، كلها بالنصب، فكأنه قال: أكمل الآيةَ، أو أكمل الحديثَ أو أقرأ الآية، أو اقرأ الحديث، ومنهم من يجوز الرفع.
قال: "وعن معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- قال: كنت رديف النبي ﷺ على حمار، فقال لي: «يا معاذ، يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟» ".
1 / 23