شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

عبد الله بن محمد الغنيمان ت. غير معلوم
69

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

الناشر

مكتبة الدار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هـ

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

قال الجوهري: صمده يصمده صمدًا إذا قصده، والصمد بالتحريك: السيد؛ لأنه يصمد إليه في الحوائج (١) . وقوله – تعالى -: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ (٢) أدخل اللام في "الصَّمَد" ولم يدخلها في "أحد" لأنه ليس في الموجودات ما يسمى أحدًا في الإثبات مفردًا غير مضاف إلا الله –تعالى-، بخلاف النفي وما في معناه، كالشرط، والاستفهام. قال أهل اللغة: تقول: لا أحد في الدار، ولا تقول: فيها أحد. وأما "الصَّمَد" فأدخل عليه الألف واللام، ليبين أنه المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه، فإنه المستوجب لغايته على الكمال. فالمخلوق وإن كان قد يطلق عليه بأنه صمد، فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه، فإنه يقبل التجزئة، وهو محتاج إلى غيره، فإن كل ما سوى الله فقير محتاج إلى الله، وليس أحد يصمد كل شيء إليه (٣) وهو لا يصمد إلى شيء إلا الله –تعالى-. وليس في المخلوقات شيء إلا ويقبل التجزئة، ويتفرق، وينفصل بعضه من بعض؛ والله سبحانه هو الصمد، الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك، بل حقيقة الصمدية وكمالها له وحده واجبة ولازمة، لا يمكن عدمها بوجه من الوجوه، كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من الوجوه؛ فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه" (٤) . فقوله –تعالى-: " أحد" مع قوله: " لم يكن له كفوا أحد" ينفي المماثلة، والمشاركة.

(١) انظر: " الصحاح" (٢/٤٩٩) وتمامه: " قال: علوته بحسام ثم قلت له: ... خذها حذيف فأنت السيد الصمد وبيت مصمد –بالتشديد – أي: مقصود ". (٢) الآيتان ١-٢ من سورة الإخلاص. (٣) الصمود هنا هو: الطلب والقصد والتوجه إلى المصمود إليه بالحاجة. (٤) "مجموع الفتاوى" (١٧/٢٣٧) ملخصًا.

1 / 70