الصبر على طلب العلم
إن طلب العلم شاق جدًا في بدايته، فينبغي على طالب العلم أن يصبر عليه ويصابر، ويظهر لله أنه صادق في طلبه، فإن فعل ذلك فتح الله عليه الفتوح التي لا يمكن أن تفتح على مثله، وإن صدق الله صدقه، وليشرب ماء زمزم كثيرًا على العلم، فقد شرب من هم أفضل منا جميعًا على طلب العلم، فمنحهم الله ما لم يتصوروا، فـ ابن حجر كان يقول: كنت آتي ماء زمزم - وهو يصحح حديث النبي ﷺ أن زمزم لما شرب له - وأشرب حتى أصل لحفظ الذهبي.
فكان فحلًا موسوعة في حفظ الحديث.
قال: شربت ماء زمزم لأصل لحفظ الذهبي، فما لبثت إلا أن تفوقت على حفظ الذهبي.
وأيضًا أبو بكر بن العربي قال: شربت كثيرًا ماء زمزم ليؤتيني الله الفقه والعلم، يعني: الفقه والحديث.
فآتاه الله ما طلب، فكان مفسرًا محدثًا بارعًا، فقال: وليتني تداركت الأمر أن أشرب ماء زمزم على العلم والعمل.
إذًا: فاصدق الله يصدقك، وكلما استيقنت في ربك آتاك الله ما تريد، وإن الله عند ظن عبده به، وأختم: لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا وبعدها ستعرف الفرق الكبير بين مجلس العلم وبين مجلس الوعظ والتذكير.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
1 / 15