توجيه حديث: (لم يعملوا خيرًا قط)
السؤال
كيف نحمل الحديث الذي رواه الإمام البخاري: (ويخرج الله أقوامًا من النار لم يعملوا خيرًا قط فيدخلهم الجنة) هل معناه أنهم دخلوا الجنة بمجرد وجود أصل الإيمان في قلوبهم، كما في الحديث الآخر الذي رواه البخاري: (من كان في قلبه وزن ذرة من إيمان فأخرجه من النار)، وجزيتم خيرًا؟
الجواب
معنى: (ما عمل خيرًا) قط يعني: زيادة على التوحيد والإيمان، ولهذا جاء في اللفظ الآخر: (إلا أنهم يقولون: لا إله إلا الله) إلا أنهم موحدون، فأخرجهم الله بالتوحيد والإيمان، وليس عندهم زيادة عن التوحيد والإيمان.
ولا يمكن أن يفهم معنى ذلك أن الله أخرجهم وهم على الشرك؛ لأن الجنة حرام على المشرك بنص القرآن، قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ [المائدة:٧٢]، فالنصوص تضم بعضها إلى بعض، ويصدق بعضها بعضًا، ولا يجوز أن يصدم بعضها ببعض.
3 / 15