بسرعة إدراكه وفطنته لأنه في الأصل الاشتعال والتوقد، ولذا يقال: الذكي: المتوقد الذهن. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي ﵀:
لو لم يحل ماء الندى ... فيه لأحرقه ذكاؤه
وفي الكامل: الذكاء على ضربين: تمام السن، وحدة القلب، وقد فصلت كلامه في شرح القاموس وغيره. والقلب: الفؤاد أو أخص منه كما يشهد له «الإيمان يمان»، وسيأتي في كلام المصنف وبسط شرحه، والعقل، وخالص كل شيء، ومصدر قلبه بقلبه كضرب: إذا أصاب قلبه، وإذا أكفأه.
وتفسيره اللوذعي بالذكي القلب هو الذي عليه كثير، والاشتقاق يشهد له، لأنه مأخوذ من لذع النار، وهو إحراقها. قال المجد: اللوذعي: الخفيف الذكي، الظريف الذهن، الحديد الفؤاد، واللسن الفصيح، كأنه يلذع بالنار من ذكائه. فوسع ﵀ في شرحه، وزاد أنه يقال اللوذع مجردًا من الياء. واقتصر في الصحاح على قوله: اللوذعي: الظريف الحديد الفؤاد.
(والمصقع) بكسر الميم وسكون الصاد وفتح القاف وآخره عين مهملة: (البليغ اللسان). أي الفصيح الذي يبلغ بلسانه ما أراد لفصاحته. وفي القاموس: المصقع كمنبر: البليغ، أو العالي الصوت، أو من لا يرتج عليه في كلامه ولا يتعتع.
وفي شرح الكشاف والبيضاوي والمطول: المصقع: البليغ، ومن لا يرتج عليه كلامه، والجهير صوته. فهو ككلام المجد في معناه. قالوا: ومثله لفظًا ومعنى مجهر. وهو من صقع الديك: إذا صاح، أو من الصقع بمعنى الجانب، لأنه يأخذ في كل جانب من الكلام، أو من صقعه إذا ضرب صوقعته، وهي