شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ
محقق
محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
الناشر
طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
تصانيف
الشبهة الخامسة: أن من أنكر الشرك فقد أنكر شفاعة الرسول
...
فإن قال: أتنكر شفاعة رسول الله ﷺ وتبرأ منها؟ فقل: لا أنكرها ولا أتبرأ منها؛ بل هو ﷺ الشافع المشفَّع وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ .
ــ
(المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك؟ فلابد أن يقول نعم) لا يمكنه أن ينكر شيئًا أثبته القرآن واذكر له النصوص الدالة على أنهم كانوا يدعون الملائكة والصالحين واللات كقوله: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ﴾ الآيتين١، وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ الآية٢ وقوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ الآيات٣.
(فقل له: وهل كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك؟) يعني أنها ما كانت عبادتهم إلا هكذا، هل هو هذا أو غيره؟ فإنه لا يجد دليلًا غير هذا، فقل له: أنا عندي دليل وهي أن عبادتهم هي هذه ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ (وإلا فهم مقرون أنهم عبيده وتحت قهره وأن الله هو الذي يدبر الأمر ولكن دعوهم والتجؤوا إليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدًا) في كشف شبهته.
(فإن) انتقل المشبه إلى هذه الشبهة الأخرى و(قال: أتنكر شفاعة
_________
١ سورة سبأ، الآيتان: ٤٠، ٤١.
٢ سورة الإسراء، الآية: ٥٧.
٣ سورة النجم، الآيات: ١٩- ٢٣.
1 / 71