27

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

محقق

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

الناشر

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ

تصانيف

وعرفت أن رسول الله ﷺ قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ وكما قال تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ﴾ . ــ كانوا مشركين، دليل ذلك الآيات المتقدم ذكرها. (وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه) وصاروا بجحده كفارا حلال الدم والمال (هو توحيد العبادة) . إذا تأمَّلت ما مرَّ من إذا تحققت وما عطف عليها أنه ليس توحيد الربوبية كافيًا في الدخول في الإسلام، وأنه لابد من ثمرته وهو توحيد الألوهية، وأن التوحيد الذي أشركوا فيه ولم يخلصوا فيه هو توحيد العبادة (الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد) فيقولون: فلان فيه عقيدة، يعني الصلح أن يعتقد فيه أنه ينفع؛ إذا ادَّعوا في شخص الاعتقاد، يعني الادعاء فيه الألوهية (كما كانوا يدعون الله ليلًا ونهارًا) يعني المشركين الأولين يدعون الله ليلًا ونهارًا. (ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعو رجلًا صالحًا مثل اللات، أو نبيًا مثل عيسى) من الأولين في بعض الأحيان من يدعو الملائكة ... إلخ. هذا هو حقيقة شركهم فقط؛ فحقيقة دينهم أمران: الأول: أنهم يزعمون أن هذا شيء يحبه الله. الثاني: أنها تقربهم إلى الله زلفى؛ فتقرَّبوا إلى الله بما يبعدهم منه. (وعرفت أن رسول الله ﷺ قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى

1 / 32