شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ
محقق
محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
الناشر
طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
تصانيف
َلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ وغير ذلك من الآيات.
ــ
وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾ سيجيبونك إذا سألتهم أن الذي يفعل ذلك هو الله ﴿فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ ١ الشرك به في ألوهيته وعبادته، وقوله تعالى: ﴿قُلْ﴾ يا محمد ﴿لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا﴾ ملك له ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ المالك لها وحده هو الله ﴿قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ وتستدلون بها على أنه المستحق أن يُعبَد إذا كانت ملكه وليس لهم فيها شركة، فتفردونه بالعبادة وتتركون مَن سواه من العباد الذين ليس لهم من الملك في الأرض ومن فيها ﴿قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ يعني وحده فإنهم ما أشركوا في الربوبية إنما أشركوا في الألوهية بجعلهم الوسائط ﴿قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ ٢ أي كيف تُخدَعون وتُصرفون عن طاعته وتوحيده مع اعترافكم وعلمكم بأنه وحده الخالق المتصرف.
(وغير ذلك من الآيات) الدالة على إقرار المشركين بالربوبية كقوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ ٣، وقوله تعالى ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ
_________
١ سورة يونس، الآية: ٣١.
٢ سورة المؤمنون، الآيات: ٨٤-٨٩.
٣ سورة لقمان، الآية: ٢٥.
1 / 30