22

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

محقق

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

الناشر

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ

تصانيف

فبعث الله محمدا ﷺ يُجدِّد لهم دين أبيهم إبراهيم ﵇ ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله لا يصلح منه شيء لا لملَكٍ مقرَّب ولا نبي مُرسَل فضلًا عن غيرهما؛ وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي ولا يميت إلا الله، ــ وحده هو المتفرد بالخلق والتدبير ويخلصون في الرخاء١، (ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله؛ يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده. مثل الملائكة، وعيسى، ومريم، وأناس غيرهم من الصالحين) . هذه آفتهم، وهي اتخاذهم وسائط بينهم وبين الله. فعبادتهم لا تنفعهم إذ جعلوا لله شريكًا في العبادة؛ فهذا أفسدَ جميع ما هم عليه من هذه العبادات وصاروا بذلك كفارًا مرتدين حلال الدم والمال. فهذه هي عقيدة المشركين الأولين وهذا دينهم. فأهم شيء معرفة دين المسلمين فيُتَّبع، ومعرفة دين المشركين والشياطين فيُجتَنَب؛ فإن من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام. وللشيخ ﵀ مؤلَّفٌ في مسائل الجاهلية. فاعرف حقيقة دين المشركين كلمة كلمة وفقرة فقرة واعرف تفاصيلها، ويأتي بعضها وبعض تفاصيلها بأدلة معروفة. (فبعث الله محمدا ﷺ وهم على تلك الحالة (يجدِّد لهم) ما اندرس

١ كما تقدم في الآيات.

1 / 27