26

شرح كلمة الإخلاص لابن رجب

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

تصانيف

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخُ الإمامُ العالِمُ العامِلُ العلاَّمةُ القدوةُ الحافِظُ: زينُ الدِّين عبدُ الرَّحمن بنُ الشيخِ الصالِحِ العلاَّمةِ أحمدَ بنِ رَجَبٍ الحنبليُّ البغداديُّ أدام الله النَّفعَ به، آمين: في «الصَّحِيحَينِ» (١) عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ﵁، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ [راكبًا] وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحلِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ» قَالَ: لَبَّيكَ [يا] رَسُولَ اللَّهِ وَسَعدَيكَ، قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قَالَ: لَبَّيكَ [يا] رَسُولَ اللَّهِ وَسَعدَيكَ، قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قَالَ: لَبَّيكَ [يا] رَسُولَ اللَّهِ وَسَعدَيكَ. قَالَ: «مَا مِن عَبدٍ يَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ إِلا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أُخبِرُ بِهَا النَّاسَ فَيَستَبشِرُوا؟ قَالَ: «لا، إِذًا يَتَّكِلُوا»، فَأَخبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِندَ مَوتِهِ تَأَثُّمًا (٢). وَفي «الصَّحِيحَينِ» عَن عِتبَانَ بنِ مَالِكٍ عَن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الله قد حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَن قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، يَبتَغِي بَهَا وَجهَ اللهِ» (٣).

(١) البخاري (رقم ١٢٨)، ومسلم (رقم ٣٢). وأخرجه البخاري أيضًا (رقم ٥٦٢٢ و٥٩١٢ و٦١٣٥)، ومسلم (رقم ٣٠) من رواية أنسٍ عن معاذٍ. (٢) قوله: «فأخْبَرَ بها معاذٌ عند مَوْته تأثُّمًا»: أي تَجَنُّبًَا للإثْم، وإنما خشي معاذٌ من الإثم المرَتَّب على كتمان العلم. ينظر: «النهاية في غريب الأثر» (١/ ٣٤)، و«فتح الباري» (١/ ٢٢٨). (٣) البخاري (رقم ٤١٥)، ومسلم (٣٣).

1 / 31