328

شرح جمل الزجاجي

تصانيف

وقوله: عندي ثلاث من البط ذكور، من حمله على حكم العدد كما تقدم لأنه من أسماء الجنس يجيز في عدده التذكير والتأنيث. فإذا قدمت الذكور قلت: ثلاثة، لأن الذكور جمع ذكر والمعتبر واحده. ولو قلت ثلاث ولم تلحظ الذكور ولحظت البط جاز، لكن الأولى أن تلحظ المقدم.

وثلاثة الألفاظ التي شذت: نفس وعين ودابة، فكان ينبغي أن يقول: عندي ثلاث أنفس، وإن أردت بالأنفس ذكورا لأن الواحد نفس وهو يخبر عنه إخبار المؤنث وإن كان واقعا على مذكر. لكن كلام العرب: عندي ثلاثة أنفس إذا أردت ذكورا أو إناثا، حملا على المعنى ومنه قوله:

ثلاثة أنفس وثلاث ذود

لقد جار الزمان على عيالي (484

فإن قيل: ولعل هذا على لغة من ذكر النفس وذلك قليل، قال الله تعالى: {أن تقول نفس} (الزمر: 56) فأخبر عنها إخبار المؤنث ثم قال بعد ذلك: {بلى قد جآءتك ءايتى فكذبت بها} (الزمر: 59). فخاطبها خطاب المذكر. فالجواب: إن تذكير النفس في الآية من الحمل على المعنى، وذلك قليل لا لغة. فالذي يقول: ثلاثة أنفس، إنما يقوله على معنى شخص والشخص مذكر.

واللفظة الثانية العين التي يراد بها الربيئة مؤنثة، تقول: جاءت عين القوم وتقول في العدد: عندي ثلاثة أعين، فيكون حكم عدده حكم المذكر حملا على المعنى لأن الربيئة وإن كانت مؤنثة فإنها واقعة على رجل وهو مذكر.

واللفظة الثالثة دابة فإنها مؤنثة تقول: هذه دابة، وقعت على مذكر أو مؤنث، إلا أنك تقول في العدد: ثلاثة دواب، فتلحق التاء على معنى أشخاص، ويقوي ذلك أن دابة صفة فكأن الأصل: ثلاثة أشخاص دواب، فحذف الموصوف وهو أشخاص وأقيمت صفته مقامه وبقي لفظ العدد على ما كان عليه قبل حذف الموصوف.

باب كم

كم كناية عن عدد ولذلك أتي بها عقيب أبواب العدد. وهي تنقسم قسمين: استفهامية وخبرية.

صفحة ١٠٤