فأما أنا فقد كتبت في الحاجة إلى جميع الأعضاء سبع عشرة مقالة أفردتها لهذا الباب وشرحت أمره فيها ولم أقتصر على نتف منه خسيسة يليق بالصبيان كما اقتصر سابينس وقد يشهد من كثرت عنايته بذلك الكتاب وتصحيحه أن ما كتبته فيه أبلغ وأنفس مما كتبه أرسطوطاليس. فأما الغرض في التفسير فإنما هو عندي إيضاح ما كتبه صاحب الكتاب وشرحه وهذا هو قصد المفسر وبغيته وقد يروم على الطريق من قصد تصحيح ما قيل في الكتاب. فأما الكلام في منافع الأعضاء فليس يتصل بوجه من الوجوه بالإخبار عما يظهر في التشريح لكن هذا مذهب آخر وطريق غير هذا الطريق.
صفحة ٦٨٢