شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

حنين بن اسحاق ت. 259 هجري
147

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

تصانيف

قال جالينوس: إن أبقراط قد ذكر اسم «الذبحة» في كتاب تقدمة المعرفة حين قال: «إن أردأ الذبحة وأسرعها قتلا ما لم يظهر فيه منها في الحلق ولا في العنق شيء بين وكان معه وجع شديد جدا وربو» فدل بقوله ذلك أنه يعني «بالذبحة» كل علة تعرض في الحلق فيحس صاحبها معها فيه بضيق. وهذا الاسم اسم عام بجميع أنواع الذبحة الجزئية كان يظهر في الحلق ورم أو كان لا يظهر. فقد وصف أبقراط في كتاب تقدمة المعرفة صنفا ثانيا من الذبحة بعد الصنف الأول فقال: «فأما ما كان فيه منها من الوجع مثل ما في الأول إلا أن معه ورما وحمرة في الحلق فإنه وإن كان قتالا جدا فهو أطول مدة من الأول» ثم وصف أيضا صنفا ثالثا من الذبحة بعد الصنفين الأولين فقال: «وأما ما كان فيه منها حمرة في الحلق والعنق فهو أطول مدة» فهذه الثلاثة هي أصناف الذبحة الأول ويعمها كلها ضيق المجرى الذي يدخل فيه هواء التنفس ومن قبل ذلك يعرض لهم الاختناق. وذلك يعرض لبعضهم أكثر ولبعضهم أقل إلا أن جميعهم إنما يحس بالجهد من هذا الوجه خاصة.

وقد أتى بعد أبقراط قوم أفردوا كل واحد من هذه الأصناف باسم خاص وظنوا أنهم قد عملوا في ذلك عملا وما عملوا شيئا أكثر من أن كثروا علينا الأسماء من غير أن يزيدونا خبرا لا بتقدمة المعرفة ولا بمداواة المرضى. وإنما الطريق من التعليم الذي ينتفع به في تقدمة المعرفة وفي مداواة المرضى والتلخيص الذي ينتفع به هو التلخيص الذي يلخصه أبقراط حين ميز بين أصناف الذبحة التي يسهل برؤها وبين التي يعسر برؤها باختلاف الأعراض التي تعرض فيها.

صفحة ٣٧٤