فإن سلمت أن أبقراط إنما يعني في قوله هذا «بالولاد» الحمل فيشبه أن يكون أبقراط إنما قصد في هذا القول لأن يخبرنا أو يذكر نفسه بأن امرأة كانت لا تحمل فحملت وبقيت في حملها شهرين ثم أسقطت فدل ذلك منها على حال الصحة لأنه دل على أن الرحم قد ابتدأت تمسك المنى وتعمل فيه إلى أن تقلبه إلى الحال التي يتصور فيها ويتخلق. وقد قال قوم إنه لم يقصد إلى أن هذا دليل يدل من تلك المرأة على صحة لكن هذا مما ينبغي أن يفهم عنه من خارج.
وأما الشيء الذي قصد لإثباته تذكرة لنفسه فقوله إن المرأة حملت بذكر صحيح سليم فأسقطته. وأما على النسخة الأخرى فيشبه أن يكون المعنى أن المرأة أسقطت طفلا «ابن ستين يوما» وكان ذكرا حتى يكون قصده أن يدل بقوله إنه كان ذكرا أنه قد كان تفصل وتصور الفرج منه فضلا عن سائر أعضائه في مقدار شهرين لأن هذا الخبر من الأخبار التي يحتاج إليها في الكلام في خلق الجنين وتصوره الذي تكلم به في كتابه في طبيعة الطفل.
صفحة ٣٠٤