شرح إحقاق الحق
محقق
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
أقول: قد مر مرارا أن الإرادة (1) بمعنى التقدير لم يجئ في الاستعمال ولم يصطلح عليه سواه أحد من أصحابه ولا غيرهم ممن يعتد به مع عدم جدواه، وأما ما ذكره من أن الإرادة غير الرضا " الخ " فقد قلد فيه صاحب المواقف حيث قال: الرضا ترك الاعتراض، والله يريد الكفر للكافر ويعترض عليه ويؤاخذه به، ويؤيده أن العبد لا يريد الآلام والأمراض وليس مأمورا بإرادتها، وهو مأمور بترك الاعتراض عليها، فالرضا أعني ترك الاعتراض يغاير الإرادة " إنتهى " وليس بمرضى، أما أولا فلأنا لا نسلم أن الرضا (2) بمعنى ترك الاعتراض، بل هو إرادة صادقة لما قضى الله تعالى به لا يشوبه في ذلك تردد ولا مزاحمة مراد آخر، كما يشعر به كلام ابن قيم الحنبلي (3) في شرح منازل السائرين وغيره في غيره، <div>____________________
<div class="explanation"> (1) قال الفاضل المدقق النحرير نصير الدين الحلي " ره " في شرحه للطوالع: إعلم أن الإرادة عند الأشعري موافقة للعلم على معنى أن كل ما علم الله تعالى وقوعه فهو مراد الوقوع وكل ما علم الله تعالى عدمه فهو مراد العدم، وعند المعتزلة الإرادة موافقة الأمر أي كل مأمور به مراد وكل منهى عنه مكروه.
(2) قال شارح الفصول النصيرية هو الوقوف عند إرادة الحق بأن لا يريد غيره وهو على درجات ثلث. الخ.
(3) هو شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي الحنبلي المشهور بابن قيم الجوزية من مشاهير علماء القوم وتلميذ ابن تيمية الخصيص به والتابع له في مقالاته المنكرة كالتجسم وجواز الرؤية وإنكار شفاعة الأنبياء والرسل والمقربين وإسناد الشرك إلى أهل القبلة لذلك وتحريم زيارة القبور والتفصيل في ما لا نص فيه والتفصيل في الشبهات التحريمية من غير وجه فيهما إلى غير ذلك من المناكير التي لأجلها كفر علماء الاسلام من الخاصة والعامة شيخه ابن تيمية كما أثبت ذلك أستاذنا آية الله أبو محمد السيد حسن صدر الدين الكاظميني في رسالة مفردة، توفي ابن القيم في سنة 751 وله</div>
صفحة ٣٠١