شرح إحقاق الحق
محقق
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
يتصورونه هم ولا خصومهم، ومن أثبت لله تعالى وصفا لا يعقله ولا يتصوره هو ولا غيره فكيف يجوز أن يجعل إماما يقتدى به ويناط بكلامه الأحكام؟ " إنتهى " قال الناصب خفضه الله أقول: الأشاعرة لما أثبتوا الكلام النفساني جعلوه كسائر الصفات مثل العلم والقدرة، فكما أن القدرة صفة واحدة تتعلق بمقدورات متعددة، كذلك الكلام صفة واحدة تنقسم إلى الأمر والنهي والخبر والاستفهام والنداء، وهذا بحسب التعلق، فذلك الكلام الواحد باعتبار تعلقه بشئ على وجه مخصوص يكون خبرا، وباعتبار تعلقه بشئ آخر أو على وجه آخر يكون أمرا، وكذا الحال في البواقي وأما من جعل الكلام عبارة عن الحروف والأصوات فلا شك أنه يكون متعددا عنده، فالنزاع بيننا وبين المعتزلة والإمامية في إثبات الكلام النفساني، فإن ثبت فهو قديم واحد كسائر الصفات، وإن انحصر الكلام في اللفظي فهو حادث متعدد، وقد أثبتنا الكلام النفسي فيما سبق، فطامات الرجل ليس إلا الترهات " إنتهى. " أقول: إن أراد بقوله: الكلام صفة واحدة تنقسم إلى الأمر والنهي " الخ " أن كلامه تعالى جنس لهذه الأمور، وهذه الأمور أنواع له، فيلزم من قدمه وحدوثها وجود الجنس بدون أحد الأنواع، وبطلانه ظاهر، وإن أراد أنه أمر معين يعرضه هذه الأمور كما يشعر به كلام الشارح الجديد للتجريد في تتميم جواب عبد الله بن سعيد (1) حتى لا يلزم كون تلك الأنواع أنواعا حقيقية، بل تكون <div>____________________
<div class="explanation"> (1) هو عبد الله بن سعيد بن الحصين الكوفي، أبو سعيد الأشج الحافظ المتوفى سنة 257 وكان من كبار القوم فقها، وحديثا وكلاما، روى عن عبد السلام بن حرب وأبي خالد الأحمر والمحاربي وابن إدريس وهشيم ومن في طبقتهم فراجع الكتاب الخلاصة للخزرجي ص 169.</div>
صفحة ٢١٦