340

الإيضاح في علوم البلاغة

محقق

محمد عبد المنعم خفاجي

الناشر

دار الجيل - بيروت

رقم الإصدار

الثالثة

أن الشجاعة لم توجد إلا فيه لعدم الاعتداد بشجاعة غيره لقصورها عن رتبة الكمال.

ثم المقصور قد يكون نفس الجنس مطلقا أي من غير اعتبار تقييده بشيء كما مر، وقد يكون الجنس باعتبار تقييده بظرف أو غيره، كقولك: "هو الوفي حين لا تظن نفس بنفس خيرا"، فإن المقصور هو الوفاء في هذا الوقت لا الوفاء مطلقا، وكقول الأعشى1:

هو الواهب المائة المصطفاة ... أما مخاضا وإما عشارا

فإنه قصر هبة المائة من الإبل في إحدى الحالتين، لاهبتها مطلقا. ولا الهبة مطلقا. وهذه الوجوه الثلاثة: أعني العهد، والجنس للقصر تحقيقا، والجنس للقصر مبالغة، تمنع جواز العطف بالفاء ونحوها على ما حكم عليه بالمعرف، بخلاف المنكر فلا يقال: زيد المنطلق وعمرو، ولا زيد الأمير وعمرو، ولا زيد الشجاع وعمرو.

صفحة ١٣٢